الفنّانة رفقا الحاج: أمجِّد الله عبر تجسيد القدّيسين في أبهى اللوحات

الفنّانة رفقا الحاج الفنّانة رفقا الحاج | مصدر الصورة: رفقا الحاج

في إطار احتفال الكنيسة الكاثوليكيّة بيوبيل الفنّانين وعالم الثقافة من 15 حتّى 18 فبراير/شباط الجاري، تطلّ الفنّانة رفقا الحاج عبر «آسي مينا» لتُشاركنا اختبارها النورانيّ، وتُخبرنا كيف امتلكت سرّ جمال هذا الكون بريشتها وأبدعت في مجال الرسم الدينيّ، مُمَجِّدَةً خالق هذا الكون ومُبدِعه.

تنطلق الحاج: «أنعَم الله عليّ بموهبة الرسم منذ طفولتي، حتّى تميّزتُ فيها وحصلتُ على جوائز كثيرة، أذكر منها جائزة فابريانو للرسم لثلاث سنوات متتالية. كما أصبحتُ عضوًا في الجائزة الأكديميّة العربيّة عام 2020، وذلك بعد مشاركتي في مباراة للرسم ونَيلي شهادة تميّز إثر فوزي بالمرتبة الأولى».

الفنّانة رفقا الحاج. مصدر الصورة: رفقا الحاج
الفنّانة رفقا الحاج. مصدر الصورة: رفقا الحاج

وتُضيف: «حين كنتُ أرسم خارج الإطار الدينيّ، شعرتُ بأنّ هناك أمرًا ناقصًا. وذات مرّة، أحضرتُ خشبة ورسمتُ عليها القدّيس شربل بقلم رصاص، فلاقت هذه اللوحة تفاعلًا قويًّا وكانت الشرارة التي جعلتني أُغرم بالرسم الدينيّ. ومنذ العام 2021، تعمّقتُ في الرسم الدينيّ، وكرّت معي سُبحة تجسيد القدّيسين في أبهى اللوحات، مُمجِّدَة الله من خلالها».

الفنّانة رفقا الحاج. مصدر الصورة: رفقا الحاج
الفنّانة رفقا الحاج. مصدر الصورة: رفقا الحاج

وتُخبِر الحاج: «ذات مرّة، أردتُ إهداء خالي لوحة لمار شربل وبدأتُ برسمها. وفي الليل، حلمتُ بأنّني أصلّي مع نعمة الله الحرديني، وشعرتُ بأنّ هذا القدّيس يريد أن أرسمه. عندئذٍ، جسّدتُه مكان القدّيس شربل، وأرسلت اللوحة لخالي الذي أخبرَني بأنّ ابنه بالمعموديّة اسمه نعمة الله الحرديني. لهذا، أسيرُ باستمرار بحسب إلهامي في عالم الرسم».

وتواصل حديثها: «يدعونا الله إلى عيش فرح العطاء. لذا، أنا أقدّم معظم أعمالي مجّانًا؛ أوّلًا لأنّني لا أحبّ التجارة برسوم القدّيسين، ومن ثمّ لأنّني أشعر بارتياح نفسيّ عندما أهديها. وأنا أثق في أنّ الربّ سيغمر حياتي بخيراته ونِعَمه اللامتناهية».

الفنّانة رفقا الحاج. مصدر الصورة: رفقا الحاج
الفنّانة رفقا الحاج. مصدر الصورة: رفقا الحاج

وتكشِف الحاج: «يوجد بجانب بيتنا بعض الصخور التي رَسَمتُ عليها مجموعة من القدّيسين، وبينهم مار أنطونيوس الكبير ومار مارون. وفي أحد الأيّام، اندلع حريق قويّ واقترب كثيرًا من بيتنا. لكن حين وصلت النيران إلى شجرة الصنوبر حيث توجد صخرة محفور عليها رسم القدّيس أنطونيوس، توقّفَتْ بأعجوبة، وكان ذلك في ليلة عيده».

من أعمال الفنّانة رفقا الحاج. مصدر الصورة: رفقا الحاج
من أعمال الفنّانة رفقا الحاج. مصدر الصورة: رفقا الحاج

وتُتابع: «بعدها سارت النار في طريق معاكسة لبيتنا، حيث توجد صخرة أخرى للطوباويّ إسطفان نعمة. وشقيقتي التي خافت يومها على أطفالها قالت لي: "القدّيسون الذين حَفَرتِ رسومهم على الصخور هم وحدهم من خلّصونا". وهكذا كانت هذه الأعجوبة جوابًا لكلّ مَن اضطهدونا بسبب هذه الرسوم. ما من مصادفة في الحياة، إنّما المهمّ هو أن نقرأ العبرة في شكل صحيح».

الفنّانة رفقا الحاج. مصدر الصورة: رفقا الحاج
الفنّانة رفقا الحاج. مصدر الصورة: رفقا الحاج

وتؤكّد الحاج: «على الرغم من مرور وقت على وجود هذه الرسوم فوق الصخور، ما زالت ألوانها حتّى الآن على حالها. ولمّا رسمتُ مار أنطونيوس الكبير، شعرتُ بأنّ ثمّة هالة حُفِرَت فوق رأسه، ومن ثمّ فكّرتُ في القديس الذي سأرسمه على الصخرة المجاورة، فاخترتُ مار مارون، لأدرك بعدها أنّ حياتهما كانت متشابهة، فهما عاشا النسك والتخلّي عن مجد العالم، وقد تتلمذ لهما كثيرون، ولكلّ منهما اليوم رهبانيّة تحمل اسمه».

الفنّانة رفقا الحاج. مصدر الصورة: رفقا الحاج
الفنّانة رفقا الحاج. مصدر الصورة: رفقا الحاج

وتردِف: «ذات مرّة، غطّت فراشتان فوق صخرة مار مارون، فأحسَستُ وقتها بأنّ هناك أمرًا سيحدث وبأنّ هذا القدّيس سيُنقِذنا منه، وبالفعل خلّصَ شقيقتي من خطر الموت نتيجة خطأ طبّي. كما أنقذ أمّي من مرضها حين دخلت إلى المستشفى».

المزيد

وتختِم الحاج: «كلّ فنّان يملك موهبة ويُبدع في مجاله، تاركًا بصمته الخاصّة به. لذا، أحضُّ جميع الفنّانين الكاثوليك على متابعة عملهم بكلّ نشاط، على الرغم من كلّ الاضطهادات التي يتعرّضون لها. فيسوع يوم جاء إلى العالم لم يتمكّن من إرضاء جميع الناس، فكيف حالنا نحن البشر؟! الله يمنحنا القوّة، وكلّ ما علينا أن نفعله باستمرار هو الصلاة له وتمجيده من خلال رسالتنا».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته