في الحرب العالميّة الأولى التي شهدت اضطهاد المسيحيّين، أُلقي القبض على الأب ليونار الذي التزم بعيش رسالته المقدّسة في ماردين، بعدما حاول إنقاذ الراهبات، ورفض الرحيل متأثّرًا بأحد الكهنة الطاعنين في السنّ الذي خاف من أن يُترك وحيدًا في مواجهة مضطهدي المسيحيّين.
بعد إلقاء القبض عليه، سُجن الأب ليونار، وتعرّض للضرب المبرّح والتعذيب، وحاول المضطهدون آنذاك فرض الدين الإسلامي عليه لكنه واجههم بالرفض، محوّلًا السجن إلى كاتدرائيّة، وسيق مع حوالي 417 مسيحيًّا إلى أرض قاحلة حيث نالوا إكليل الشهادة، بعدما ظلّلتهم غيمة في خلال قدّاسهم الإلهي، في 11 حزيران 1915.
أما الأب توما صالح، فنُفي من ديار بكر إلى أورفا حيث استقبله كاهن أرمنيّ وأنقذه من محاولة قتله، ما جعله مستعدًّا للموت من أجله.
بعد مرور أشهر عدّة، أُلقي القبض على الأب توما وعدد من الكهنة في الدير، وتعرّضوا للتعذيب، فقضى الراهب الكبّوشي منفيًّا، بعد إصابته بالتيفوس، في 18 كانون الثاني 1917.
مديرة التحرير السابقة في «آسي مينا»، صحافيّة لبنانيّة ملتزمة. سعيت دومًا في مسيرتي المهنيّة إلى حمل شعلة البشارة باسم يسوع المسيح وإيصال كلمته إلى أقاصي الأرض.