يوبيل الفنّانين وعالم الثقافة
ترأّس عميد دائرة الثقافة والتربية الكاردينال تولينتينو دي مندونسا قداس يوبيل الفنانين وعالم الثقافة في بازيليك القديس بطرس الفاتيكانية نيابةً عن البابا فرنسيس. وقرأ عظة الأب الأقدس التي ركّزت على دور الفنانين.
وأكّد البابا أنّ الفنانين والمثقّفين الفنانين مدعوون إلى أن يكونوا شهودًا على رؤية التطويبات الثورية. ورأى أنّ دورهم لا يقتصر على الإبداع الجمالي، بل يشمل أيضًا الكشف عن الحقيقة والخير والجمال المختبئ في طيّات التاريخ، ومنح من لا صوت له صوتًا، وتحويل الألم إلى رجاء.
وأشار إلى أنّ العالم يعيش أزمة معقّدة، ليست اقتصاديّة واجتماعيّة فحسب بل قبل كلّ شيء أزمة روح ومعنى. وأوضح أنّ الفنّان يحمل مسؤوليّة مساعدة البشريّة في عدم فقدان الاتجاه، وعدم الابتعاد من أفق الرجاء. ثمّ حذّر الحبر الأعظم من الرجاء السهل والسطحي، مؤكّدًا أنّ الرجاء الحقيقي يتشابك مع مأساة الوجود الإنساني؛ فهو ليس ملاذًا مريحًا، بل نار تحرق وتضيء تمامًا ككلمة الله.
وشدّد فرنسيس على أنّ الفنّانين هم «حرّاس الجمال»، وهو جمال قادر على الانحناء نحو جراح العالم، والإصغاء إلى صرخة الفقراء والمتألمين والمظلومين والسجناء والمضطهدين واللاجئين. وفي سياق حديثه عن التحدّيات المعاصرة، أشار البابا إلى أنّ عالم اليوم يشهد ارتفاع جدران جديدة تكرّس الانقسام. ودعا المثقفين والفنانين إلى بناء الجسور وإنشاء مساحات للحوار واللقاء في مواجهة هذه الانقسامات.
وردًا على من يشكّكون في جدوى الفنّ وسط الأزمات، أكّد الأب الأقدس أنّ الفنّ ليس رفاهًا بل حاجة أساسيّة للروح، وليس هروبًا من الواقع بل مسؤوليّة ودعوة إلى العمل. وفي ختام كلمته قال البابا فرنسيس: «العالم في حاجة إلى فنّانين أنبياء، إلى مفكّرين شجعان، إلى صانعي ثقافة يحملون رؤية جديدة... موهبتكم ليست مصادفة، بل هي دعوة».