بيروت, الأحد 16 فبراير، 2025
تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القدّيس الشهيد تاوذورس في تواريخ مختلفة، منها 16 فبراير/شباط من كلّ عام؛ هو من فاز بإكليل المجد حبًّا بالمسيح.
أبصَرَ تاوذورس النور في القرن الثالث، وأحبَّ الربَّ يسوع من كلّ قلبه وكيانه. وقد كان من القادة المعروفين في الجيش الرومانيّ، وأُرسِلَ مع فرقته ليتمركز في أماسيا، عاصمة الولاية التركيّة التي تحمل الاسم نفسه. وحين اندلعت شرارة اضطهاد المسيحيّين، لم يكن تاوذورس يخشى الآلام، بل كان يُجاهر بأنّه مسيحيّ. عندئذٍ، سأله القائد الأعلى عن معتقده، فأجاب بكلّ جرأة أنّه مسيحيّ، فأُعجب رئيسه بصراحته ورآه لطيفًا شهمًا، فتركه وشأنه.
في أحد الأيّام، أضرم هذا القدّيس النيران في معبد الآلهة سبلّا. فقُبِضَ عليه واعترف بكلّ شجاعة بأنّه فعل ذلك دفاعًا عن الآداب العامّة، لأنّ ذلك المعبد كان بؤرة للفساد. فأمره الحاكم يوليانوس بأن يُكفّر عن ذنبه ويُقدّم الذبيحة لتلك الآلهة، وإلّا فسيُعاقَب. فأجاب تاوذورس: «حاشا لي أن أسجد لغير إلهي وربّي يسوع المسيح». عندئذٍ، جُرّدَ من سيفه وزيّه العسكريّ وجُلِدَ بلا رحمة. أمّا هو فظلَّ متجذّرًا بمحبّة المسيح، لا يتزعزع.
بعد ذلك، وُضِعَ في سجن مظلم ومُنِع عنه كلّ مأكلٍ ومشرب ليموت جوعًا. وفي تلك اللحظات، ظهَرَ له المسيح وحضّه على الصمود وعدم الخوف. ومن ثمّ أخرجه الجنود من السجن، وحاولوا مُجدّدًا إقناعه بأن يفعل ما أمره به الحاكم، إنّما بلا جدوى، لأنّ حبّه ليسوع كان أقوى من كلّ شيء. وأخيرًا، بعد فشل كلّ المحاولات معه، اقتيدَ إلى غابة وطُرِحَ في النار، فبدأ يُسبّح الله وسط النيران، إلى أن فاز بإكليل المجد عام 304. وقد صنع الله من خلاله معجزات شتّى.