في عيد الحُبّ… بيت تريزا الطفل يسوع عابقٌ بالروحانيّة والمعاني

جانبٌ من بيت القديسة تريزا الطفل يسوع جانبٌ من بيت القديسة تريزا الطفل يسوع | مصدر الصورة: الأب جوزف توما

يحلّ عيد الحبّ في 14 فبراير/شباط من كلّ عام. وفي هذه المناسبة، يُطلّ عبر «آسي مينا» الأب جوزف توما الذي يخدم في فرنسا، ليُخبرنا عن البيت العائليّ الذي يُشكّل الكنيسة الأولى الصغيرة والدعوة الحقيقيّة للحبّ، ويتناول أنموذجًا حيًّا يتمثّل في بيت القدّيسة تريزا الطفل يسوع وروحانيّتها المُكلّلة بالورود والمحبّة.

يشرح توما: «البيت في المفهوم المسيحيّ كنيسةٌ صغيرة؛ فماذا يعني أن تكون الكنيسة بيتي أو بيتك؟ عندما تعيش العائلة بفرح، يعكس هذا الشعور حضورَ الله، على الرغم من الألم الذي يحياه أفرادها في أحيان كثيرة».

جانبٌ من بيت القديسة تريزا الطفل يسوع. مصدر الصورة: الأب جوزف توما
جانبٌ من بيت القديسة تريزا الطفل يسوع. مصدر الصورة: الأب جوزف توما

ويُضيف: «هكذا كان بيت القدّيسة تريزا الطفل يسوع، يسكنه حبُّ الله والصبر والحكمة وتحمُّل الشدائد والتناغم بين أفراد الأسرة؛ فكانوا يتأمّلون في وصايا الله، ويُنشِدون فضيلة الإيمان بربّ الإنسان، وهذا يُعبّر عن الاستعداد لفعل الخير. فالبيت المسيحيّ الحقيقيّ ليس مجموعة حجارة، إنّما هو قائمٌ على جوهر الإيمان والعطاء والكرم. والأولاد هم ثمرة حبّ الزوجَين. لهذا، عندما يختار الرجل زوجته، يجب أن تكون ابنة كنيسة».

الأب جوزف توما. مصدر الصورة: الأب جوزف توما
الأب جوزف توما. مصدر الصورة: الأب جوزف توما

ويُخبِر توما: «تريزا الطفل يسوع هي الأصغر بين أخواتها وكانت عائلتها من الطبقة المتوسّطة. يقع بيتها في مدينة ألانسون الفرنسيّة. وحين ماتت أمّها، قرّر والدها أن تنتقل العائلة للعيش في مكان آخر. يتألّف بيتها من قاعة استقبال ومعرض تاريخيّ. ثمّة أيضًا معرض صغير لأغراضها الخاصّة، وصالون، وكنيسة صغيرة فيها رسومٌ ولوحات زيتيّة وكتابات عن سيرة هذه القدّيسة».

جانبٌ من بيت القديسة تريزا الطفل يسوع. مصدر الصورة: الأب جوزف توما
جانبٌ من بيت القديسة تريزا الطفل يسوع. مصدر الصورة: الأب جوزف توما

ويُتابع: «إضافة إلى غرفة نومها، يوجد سريرها وطاولة كانت تكتُب عليها. وقد صُنِعَت من شعرها وردة وُضِعَت فوق سريرها، لكي نتذكّر أنّها ستظلّ تُمطر ورود الخير علينا، على الرغم من وجودها في عالم الفردوس».

ويقول توما: «بيت القدّيسة تريزا الطفل يسوع يفتح أبوابه طوال أيّام السنة، باستثناء يوم الجمعة العظيمة وسبت النور وأحد القيامة وبعض الأيّام الأخرى. ومَن يَزُر هذا البيت يشعر بِرَهبَتِه وقدسيّته، لأنّه قائمٌ على الصلاة والمحبّة والبساطة والعطاء».

جانبٌ من بيت القديسة تريزا الطفل يسوع. مصدر الصورة: الأب جوزف توما
جانبٌ من بيت القديسة تريزا الطفل يسوع. مصدر الصورة: الأب جوزف توما

ويردِف: «فالبيت هو الكنيسة والمدرسة، وهذا ما أسهَمَ في تكوين روحانيّة هذه القدّيسة المتواضعة والبريئة والطاهرة، فهي عرفت أنّ المسيح مصدر الحبّ وقالت له: "نزلتَ من السماء لأجلي، أيّها الحبّ الكبير". كما شدّدت على دعوتها، قائلة: "في قلب الكنيسة أمّي، سوف أكون الحبّ... حُبّكَ أزليّ يا إلهي لا يوفى إلّا بالحبّ"».

ويؤكّد توما: «مهمّة هذه القدّيسة تجلّت في إقامة تناغم روحيّ بينها وبين المسيح، وهذا التناغم يجب أن يكون موجودًا داخل كلّ عائلة مسيحيّة مُصَلِّية. وقد ربطت تريزا بين الصلاة والحبّ، بقولها: "إنّما الصلاة في نظري شهوة في القلب. هي مجرّد نظرة إلى السماء، هي صرخة من العرفان والحبّ وسط التجربة كما وسط السعادة. وفي النهاية، هي شيء سامٍ فائق الطبيعة يشرح النفس ويصِل بينها وبين الله"».

جانبٌ من بيت القديسة تريزا الطفل يسوع. مصدر الصورة: الأب جوزف توما
جانبٌ من بيت القديسة تريزا الطفل يسوع. مصدر الصورة: الأب جوزف توما

ويزيد: «نجد الآباء واللاهوتيّين يُحلِّلون حتّى اليوم كتابات هذه القدّيسة، هي من أحبّت المسيح وكتبت له بكلّ شغف. وقد حملت اسم تريزا الطفل يسوع لأنّها كانت تجمع الورود في باقة وتضعها أمام القربان المقدّس، قائلة للمسيح: "أنا تريزا الطفلة لكَ يا يسوع"».

ويُخبِر: «من أروع ما قالته تريزا: "لا أموت أبدًا، بل أدخُل الحياة". فالحياة بالنسبة إليها هي المسيح الذي دخلت في عمق حبّه وعشقه، مُستسلِمة لإرادته. وقد عاشت تريزا في حوار متواصل مع المسيح، فارتقت روحيًّا مُمَجِّدةً ربّها».

جانبٌ من بيت القديسة تريزا الطفل يسوع. مصدر الصورة: الأب جوزف توما
جانبٌ من بيت القديسة تريزا الطفل يسوع. مصدر الصورة: الأب جوزف توما

ويختِم توما: «الحياة مبنيّة على الحبّ، ومن دون هذا الإحساس تُصبح الحياة موتًا. وتريزا الطفل يسوع، قدّيسة الورود والحبّ، أكّدت ذلك بقولها: "حين أموتُ سأرسِل من السماء أمطار ورودٍ على الأرض، سأقضي سمائي بفعل الخير على الأرض"».

المزيد

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته