قدّيسٌ ناسك كتبَ بتجاربه حكاية زُهدٍ وتقوى

القدّيس مرتينيانوس الناسك القدّيس مرتينيانوس الناسك | مصدر الصورة: بطريركيّة أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس

تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القدّيس مرتينيانوس الناسك في 13 فبراير/شباط من كلّ عام. هو مَن أنقذه الله من مكيدة المُجرِّب وجعله ينتصر على التجربة.

ولِدَ مرتينيانوس في منتصف القرن الرابع في قيصرية، في فلسطين. ومنذ طفولته زهدَ بالدنيا واختار السير في طريق النسك، فعاش في جبل، بعيدًا من ضجيج العالم، وثابر في ممارسة الصلاة والصوم ودراسة الكتاب المقدّس. وقد صنع الله من خلاله الكثير من الآيات المقدّسة، حتى أصبح أنموذجًا للقداسة في حياة النسّاك.

وبعد خمسة وعشرين عامًا على تسلّق هذا الناسك سلّم القداسة، حاك له المُجرِّب مكيدة، إذ تحدّى أحد الشباب امرأة اسمها زويي، قائلًا لها: «لا يُمكنكِ الإيقاع بمرتينيانوس لكثرة فضائله». أمّا هي فلبست ثيابًا رثّة، وانطلقت صوب مَنسكِه، وفي طريقها هطل المطر، فتبلّلت ثيابها حتّى أصبحت بحال يُرثى لها. وأخذت تقرع باب الناسك وتبكي متظاهرة بالخوف من الوحوش بحلول المساء. فتحنَّنَ قلب القدّيس وأدخلها وأعطاها طعامًا لتأكل، وبعدها دخل إلى غرفته وأمضى ليله في الصلاة.

وفي الصباح، خرج مرتينيانوس من غرفته ليصرف المرأة، فوجدها تتلألأ حُسنًا وزينة، وقبْلَ سقوطه في الخطيئة، أنقذه الله، وجعله يدرك فظاعة الإثم، فأضرم نارًا وأدخل رجليه فيها وانتصر على التجربة. أمام هذا المشهد، عادت المرأة عن فِعلها، وركعت باكية على قدمَي القدّيس طالبة المغفرة، وبعدها أمضت حياتها في التوبة في أحد الأديار. أمّا مرتينيانوس فاستمرّ المُجرّب في ملاحقته، فراح يتجوّل في كلّ مكان، يزور الكنائس ويعيش من الاستعطاء. وأخيرًا وصل إلى مدينة أثينا، ورقَد هناك بعطر القداسة في أواخر القرن الرابع.

يا ربّ، علّمنا باستمرار على مثال هذا القديس البار كيف ننتصر على كلّ تجربة بقوّة نعمتك، إلى الأبد.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته