البابا فرنسيس: اسألوا الله نعمة الحفاظ على عطاياه

البابا فرنسيس صباح اليوم في قاعة بولس السادس-الفاتيكان ضمن مقابلته العامّة الأسبوعيّة مع المؤمنين البابا فرنسيس صباح اليوم في قاعة بولس السادس-الفاتيكان ضمن مقابلته العامّة الأسبوعيّة مع المؤمنين | مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/آسي مينا

طلب البابا فرنسيس صباح اليوم من المؤمنين الحاضرين في قاعة بولس السادس الفاتيكانيّة أن يسألوا الله نعمة الصيرورة مثل الرعاة في ليلة ميلاد المخلّص، وأن يتمكّنوا من الحفاظ على ما يُعطينا إيّاه الربّ من وزناتٍ ومواهب ودعوة وأشخاص على دربنا.

تابع الأب الأقدس ضمن المقابلة العامّة الأسبوعيّة، سلسلة تعاليمه المرتبطة باليوبيل بعنوان: «يسوع المسيح رجاؤنا». وتمحورت كلمته حول «ولادة يسوع وزيارة الرعاة»، انطلاقًا من الآية «وُلد لكم اليوم مخلّص في مدينة داود، وهو المسيح الربّ» (لوقا 2: 11). وقرأ المونسنيور بييرلويجي جيرولي التعليم نيابة عن الحبر الأعظم، لأنّه لم يتعافَ كلّيًّا بعد من التهابٍ رئويّ يعانيه منذ الأسبوع الماضي.

الآتي لتجديد العالم

سأل البابا المشاركين أن يطلبوا من الربّ معرفة قوّة «الله الطفل» الاستثنائيّة في أوقات الضعف، لأنّ الله آتٍ لتجديد العالم وتحويل حياتنا بمشروعه المليء بالرجاء للبشريّة جمعاء.

واعتبر فرنسيس أنّ الله دخل التاريخ وصار رفيق سفرنا مذ كان في رحم مريم. فالعذراء انطلقت عند أليصابات ما إن حملت يسوع في بطنها، وبعدها ذهبت من الناصرة إلى بيت لحم، حيث ولدته. وتابع الأب الأقدس أنّ مريم ويوسف أجبِرا على الذهاب إلى مدينة داود. هناك أُحصيَ المسيح المنُتَظَر، ابن الله العليّ، بصفته مواطنًا مثل جميع الآخرين.

تواضع الله

زاد الحبر الأعظم أنّ لوقا الإنجيليّ يُظهر أنّ ولادة يسوع أتت في مكان وزمان محدّدَين، ومن خلال ذلك يبدو تواضع الله الآتي إلى التاريخ، لا لتقويض هيكليّات هذا العالم، بل لإضاءتها وإعادة خلقها من الداخل. وفسّر فرنسيس أنّ كلمة بيت لحم تعني بيت الخبز، دلالةً على المسيح الخبز النازل من السماء لإشباع جوع العالم.

وأضاف الأب الأقدس أنّ الملاك جبرائيل بشّر بولادة الملك المسيحانيّ، لكنّ يسوع وُلِدَ بشكل غير مسبوق مقارنة بالطريقة التي يولد بها الملوك. فهو لم يولد في قصر ملكيّ، إنّما في حظيرة حيوانات خلف أحد البيوت. وبذلك، رغب لوقا في أن يُظهر أنّ الله لا يأتي إلى العالم عبر إعلانات عالية النبرة أو في الضجيج، بل يبدأ رحلته بالتواضع.

وأشار البابا إلى أنّ الرعاة هم أوّل الشاهدين على ذلك. وهم رجالٌ ذوو ثقافة محدودة ورائحة كريهة نظرًا إلى احتكاكهم المتواصل بالحيوانات، يعيشون على هامش المجتمع. وعلى الرغم من ذلك، اختارهم الله لتلقّي أجمل خبر عرفه التاريخ، وهو ميلاد المخلّص. ولفت فرنسيس إلى أنّ الرعاة وجدوا يسوع في مذود. في ذلك المكان المتواضع المخصّص للحيوانات، وُلِدَ المسيح المُنتَظَر ليكون مخلّصهم وراعيهم.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته