قدّيسٌ استشهد محروقًا حبًّا بالمسيح

مثالٌ في الأمانة والغيرة على الكنيسة مثالٌ في الأمانة والغيرة على الكنيسة | مصدر الصورة: Gagarin Iurii/Shutterstock

تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القدّيس إسكندر الفحّام في تواريخ مختلفة، منها 12 فبراير/شباط من كلّ عام. هو من استشهد محروقًا حبًّا بالمسيح.

ولِدَ إسكندر في البنطوس التي تقع في آسيا الصغرى، وحصّن ذاته بالعلوم حتّى بات فيلسوفًا عظيمًا. ولمّا سمع صوت الربّ يسوع يصرخ في أعماقه، قرّر التخلّي عن مجد العالم، وذهب إلى مدينة كومانا في الكبادوك، وبدأ هناك يعمل بالفحم وينشِدُ الصلاة والتقشّف.

وحين مات أسقف كومانا، اجتمع أعضاء الإكليروس والشعب لانتخاب خلف له، لكنهم لم يتّفقوا على أحد. فقال لهم أحدهم من باب السخرية: «فلنختَر إذًا إسكندر الفحّام»، وذلك لاعتقاده أنّه فقيرٌ حقير.

أمّا غريغوريوس أسقف قيصرية فاعتبر أنّ ما قاله الرجل ربّما كان بإلهامٍ من الله. حينئذٍ، استدعى الفحّام الذي جاء إليه بملابسه المغطّاة بغبار الفحم. وبعدها سأله الأسقف مستحلِفًا إيّاه أن يخبره عن هويته الحقيقيّة، فأباح له إسكندر بسرّه وأصله، وبأنّه اختار تلك الحياة رغبةً منه بإنشاد فضيلتَي التواضع والعفاف. فقدَّرَهُ الأسقف وجعله يرتدي ثوب الكهنوت، ومن ثمّ سار به للقاء الناس، وطلب منه أن يخطب فيهم، فارتجل خطابًا أدهش الجميع، إلى حدّ أنّهم صرخوا: «إنّه المستحقّ الأسقفيّة».

وهكذا أصبح الفحّام أسقفًا، وتميّز بالأمانة والغيرة في تدبير أمور كنيسته، وأسهَم في اعتناق الكثير من عبدة الأوثان الدين المسيحيّ. وحين بدأ الاضطهاد الشديد للمسيحيّين في عهد الحاكم داكيوس قيصر، قُبِضَ على القدّيس الذي عرف شتّى أنواع العذاب، وأخيرًا حُرِقَ بالنيران الملتهبة وتُوّج بإكليل المجد الأبديّ حبًّا بالمسيح في النصف الثاني من القرن الثالث.

يا ربّ، علّمنا على مثال هذا القدّيس كيف نتمسّك بفضيلتَي التواضع والعفاف، سائرين في دروب التقوى والشهادة لإيماننا المسيحيّ إلى الأبد.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته