مسيحيّو جنين في مواجهة الحصار… الكنيسة فارغة والخطر يلاحقهم

كنيسة الفادي للاتين في جنين فارغة من المصلّين كنيسة الفادي للاتين في جنين فارغة من المصلّين | مصدر الصورة: الأب عامر جبران

يختبر المسيحيون في جنين، شمالي الضفة الغربية التابعة للسلطة الفلسطينية، أوضاعًا صعبة تفاقمت حدّتها بعد التصعيد العسكري الإسرائيلي الأخير في المنطقة.

أوضح الأب عامر جبران، كاهن رعية كنيسة الفادي في جنين، عبر «آسي مينا» أنّ التنقل في المدينة أصبح خطيرًا، وهو ما أثّر بشكل كبير في الحياة اليومية للسكان. وقال: «في الأيام الأخيرة، بات صعبًا على الناس الخروج سواء للذهاب إلى المدارس أم إلى الجامعات أم إلى العمل أم حتى لقضاء احتياجاتهم اليومية. أمور ضرورية عدة مثل الرعاية الصحية أرجئت بسبب صعوبة الوصول إليها».

أما في ما يتعلق بمستقبل المسيحيين في جنين، فأشار الأب عامر إلى أنّ الوضع غير مستقر، بخاصة مع تزايد الحواجز التي تعيق التنقل بين المدن والقرى. وأكد أنّ منازل عدّة دُمّرت أخيرًا. وشدّد على أهمية الصمود في هذه الظروف العصيبة: «نحن في حاجة إلى مواجهة الواقع الأليم لا الهروب منه، ويجب أن نواجه هذه التحديات معًا». وأوضح أنّ الأمل والصمود يجب أن يكونا أساسًا لكل ما يفعله المجتمع المسيحي في المنطقة.

الأب عامر جبران. مصدر الصورة: الأب عامر جبران
الأب عامر جبران. مصدر الصورة: الأب عامر جبران

التحدّيات والصعوبات

منذ بداية جائحة كورونا التي أعقبتها أزمات متتالية، أصبح الوضع الاقتصادي في جنين أكثر صعوبةً بشكل ملحوظ. فقدَ كثيرون من الناس وظائفهم، وظلت العائلات بلا عمل لفترات طويلة. وعلى الرغم من هذه الصعوبات، رأى الأب عامر أنّ الحلّ يكمن في التضامن والتعاون بين الشباب والعائلات.

وأكد أنّ الكنيسة يمكن أن تؤدي دورًا مهمًّا في تحسين الأوضاع الاقتصادية في المنطقة عبر توفير مشاريع تنموية تركّز على التعليم والدورات المهنية التي تساعد الشباب في تجاوز الصعوبات. وأشار إلى أنّ الكنيسة والمؤسسات المحلّية والدولية الداعمة يمكن أن تكون محورية في تقديم الدعم للمجتمع المحلّي من خلال مشاريع صغيرة وورشات تعزِّز فرص العمل وتحسِّن الوضع الاقتصادي.

وجود المسيحيّين في جنين

ذكر الأب عامر أنّ هناك نحو 80 عائلة مسيحية كاثوليكية في جنين، بالإضافة إلى 20 عائلة أخرى في منطقة برقين، حيث الأغلبية تتبع الكنيسة الأرثوذكسية. وعلى الرغم من الأوضاع الصعبة، يسعى الأب عامر إلى الحفاظ على هذه العائلات ودعمها، مؤكّدًا أهمية استثمار الوجود المسيحي عوضَ الهروب من التحديات، والعمل على تعزيز العيش المشترك بين مختلف الفئات.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته