بيروت, الخميس 5 مايو، 2022
تمثّل "الكلمة"، أيّ "logos"، أول مظهر من مظاهر الفكر، وهي الإرادة المتجسّدة، كما هي أيضًا قول الفكر "كن" ومن ثمّ هي بدء الخليقة: "في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند اللّه، وكان الكلمة اللّه" (يو:1/1)... فللكلمة قوّتها وتأثيرها في مجريات الأحداث، وقدرتها في تبديل وجه الكون وتجديده.
فهل استطاع المفكّرون والأدباء من خلال الكلمة أن يخلقوا عوالمهم وما يحيط بها من أسرار هذا الوجود بتعارضاته المختلفة؟
لا شكّ أنّ الأديب يسعى باستمرار وبواسطة الكلمة المبدعة إلى تجسيد عواطفه وأحاسيسه ونظرته من الحياة، فيبعث بروحه بين أسطر كتاباته، لذا فإنّ ارتباط الأديب بالكلمة يشكّل الحجر الأساس في بناء معالم الفكر الأدبيّ وإخراجه إلى أرض الواقع بروح جديدة، تلامس الإنسان والوجود.
فيشدّنا في هذا الجانب، الأديب اللبنانيّ "ميخائيل نعيمة"، في كتابه من وحي مسيحيّ، ما قاله عن "الكلمة": "لقد ألفنا الكلام نطقًا وسمعًا، إلى حدّ نسينا معه، أنّ الكلمة هي أعجب عجيبة، في حياتنا على الإطلاق".