دعا البابا فرنسيس ممثّلي الحكومات والمنظّمات العاملة ضدّ الاتّجار بالبشر إلى الاتّحاد لمجابهة هذه الظاهرة المعقّدة والتي تستمدّ استمراريّتها من الحروب والصراعات والمجاعات وآثار التغيّر المناخي. وطلب استجابات عالميّة وجهودًا مشتركة لمواجهة هذا الأمر.
في رسالة بمناسبة اليوم العالمي الحادي عشر للصلاة والتفكير ضدّ الاتّجار بالبشر بعنوان: «سفراء رجاء: معًا ضدّ الاتّجار بالبشر»، تساءل الأب الأقدس عن كيفيّة الحفاظ على الرجاء أمام ملايين الأطفال والنساء والشبيبة والنازحين العالقين في هذا النوع من العبوديّة الحديثة.
البابا فرنسيس يلتقي شبكة «طليتا قوم» صباح اليوم في دار القدّيسة مرتا-الفاتيكان. مصدر الصورة: فاتيكان ميديا
الشبيية مثال في الكفاح
أكّد الحبر الأعظم أنّ الحفاظ على الرجاء في خضمّ هذه المشكلة ممكن حصرًا عبر النظر إلى المسيح رجائنا، لأنّ في هذا الأخير القوّة بالتزام متجدّد لا تغلب عليه المشكلات والمآسي. فهكذا يُضاء في الخفية أكثر من بصيص نور، وتجتمع هذه الأنوار لتنير الليل حتّى طلوع الفجر.
ورأى فرنسيس أنّ الشبيبة تقدّم مثالًا في كفاحها ضدّ هذا النوع من الاتّجار في مختلف أنحاء العالم، وتصّر على أن تكون «سفراء رجاء»، بمثابرة ومحبّة. وأكّد أنّه يمكن تفادي اعتياد الظلم، والتخلّص من تجربة الاعتقاد أنّ بعض الظواهر لا يمكن القضاء عليها.
البابا فرنسيس يلتقي شبكة «طليتا قوم» صباح اليوم في دار القدّيسة مرتا-الفاتيكان. مصدر الصورة: فاتيكان ميديا
واعتبر الأب الأقدس أنّ روح الله يساعد الراغبين في تعزيز المبادرات الهادفة إلى إضعاف السُّبل الاقتصاديّة والجرميّة الساعية إلى الربح عبر الاتّجار بالبشر والاستغلال. وأضاف أنّ الروح يعلّم أوّلًا الإصغاء لمن تعرّضوا لهذه الجرائم، عبر القرب منهم والعطف عليهم.
التهاب رئويّ يحدّ تحرّكات البابا
يُذكَر أنّ اليوم العالميّ يحلّ في 8 فبراير/شباط من كلّ عام، التذكار الليتورجي للقدّيسة جوزفين بخيتة، المرأة والراهبة السودانية ضحيّة الاتّجار والرمز العالميّ لعمل الكنيسة ضدّ هذه الجريمة. والتقى الحبر الأعظم، بهذه المناسبة، صباح اليوم في دار القديسة مرتا الفاتيكانيّة وفدًا من شبكة «طليتا قوم» العالميّة العاملة ضدّ الاتجار بالبشر والمؤلّفة من 6000 راهبة وشخص في مختلف أنحاء العالم.
البابا فرنسيس يلتقي شبكة «طليتا قوم» صباح اليوم في دار القدّيسة مرتا-الفاتيكان. مصدر الصورة: فاتيكان ميديا
وتجدر الإشارة إلى أنّ دار الصحافة الفاتيكانيّة أعلنت أمس أنّ البابا فرنسيس يتابع لقاءاته يومَي الجمعة والسبت 7-8 فبراير/شباط الحالي في دار القديسة مرتا، مكان إقامته وذلك بعد إصابته بالتهاب رئويّ في الأيّام الأخيرة. ومن المعتاد أن يُجري الأب الأقدس اللقاءات الخاصّة في القصر الرسولي الفاتيكانيّ.
ولم يلغِ البابا حتّى اللحظة أيًّا من مواعيده المُعلَنَة. ومن المتوقّع أن يترأّس فرنسيس يوم الأحد الذبيحة الإلهيّة في ساحة القديس بطرس الفاتيكانيّة بمناسبة يوبيل القوى المسلّحة والشرطة وعناصر الأمن.