ففي سفر الكتاب المقدّس المذكور أعلاه تُسرد قصّة اليهود الذين أُجبروا على أكل لحم الخنزير. لكن عندما حان وقت ألعازر حُثَّ على التظاهر بالأكل من لحم الضحيّة التي أمر بها الملك عساه ينجو من الموت وينال معاملةً شريفةً نظرًا لعلاقتهم القديمة. لفت البابا النظر إلى أنّ «هذه مُرائيّةٌ دينيّةٌ، مُرائيّةٌ إكليروسيّة».
لكن ألعازر رفض إهانة الإيمان لكسب حفنة أيّامٍ إضافيّةٍ من عمره. بل أصرّ على أنّ تصرّفًا كهذا لا يليق بمن هو في سنّ الشيخوخة لئلّا يظنّ من في سنّ الشباب أنّه انحاز إلى مذهب الغرباء. من هنا شدّد البابا أنّ للتسخيف الخارجيّ تأثيرٌ كبيرٌ على العالم الداخليّ للشباب.
وحذّر البابا أيضًا من التفسير الغنوصيّ المُفرط للإيمان المسيحيّ. فالغنوصيّة بدعةٌ ترى أنّ الوفاء للإيمان يتمّ عبر حالةٍ روحيّةٍ فقط غير مرتبطةٍ بالتصرّفات الحياتيّة ومؤسّسات الجماعة ورموز الجسد. لكنّ الإيمان المسيحي واقعيٌّ، كما يشرح الأب الأقدس، فهو ليس فقط تردادًا لقانون الإيمان، بل التفكير في قانون الإيمان والشعور في قانون الإيمان وعيش قانون الإيمان.