خمس سنوات على اختفاء الزوجَين الكلدانيَّين في تركيا... متى تنجلي الحقيقة؟

الزوجان شموني وهرمز ديريل الزوجان شموني وهرمز ديريل | مصدر الصورة: أرشيف عائلة ديريل

في 8 يناير/كانون الثاني 2020، هزّت مأساة مجتمع الكلدان الصغير في تركيا (قرابة 800 شخص) بعد انتشار خبر اختفاء الزوجَين شموني (65 عامًا) وهرمز ديريل (71 عامًا) من قريتهما مير في مقاطعة شرناق جنوب شرق تركيا. فاجعة ما زال أثرها دامغًا حتّى الساعة إذ إنّ الحقيقة لم تُكشَف بعد.

قال ابن شموني وهرمز، الأب رمزي ديريل الذي رُسِمَ كاهنًا في إسطنبول عام 2014: «هاتفتهما للمرّة الأخيرة في 7 يناير/كانون الثاني بفضل أخي بدري. ثمّ حدثت عمليات عسكرية في المنطقة بين 1 و8 يناير/كانون الثاني، فقُتلت والدتي واختفى والدي. وصل الجناة إلى قرية كوفانكايا، قتلوا والدتي وألقوها في المياه. ولا نعرف ماذا حصل لوالدي».

وفي 21 مارس/آذار 2020، بعد 70 يومًا على اختفاء الزوجين، عثر كمال (الابن البكر) على جثة والدته شموني مُشَوَّهةً على ضفة نهر قريب من قريتهما. أما هرمز، وعلى الرغم من جهود العائلة والسلطات في البحث عنه، فلا يزال مصيره مجهولًا حتى اليوم. ويقول الأب رمزي في هذا الإطار: «على الرغم من وجود مُخبرين في القرية، لم يُعثَر على الجناة، ولم تتحقق العدالة منذ أربع سنوات حتى اليوم».

رسامة الأب رمزي ديريل في إسطنبول بحضور والدَيه في يوليو/تموز 2014. مصدر الصورة: أرشيف عائلة ديريل
رسامة الأب رمزي ديريل في إسطنبول بحضور والدَيه في يوليو/تموز 2014. مصدر الصورة: أرشيف عائلة ديريل

وفي استعادة للأحداث التي شهدتها قريتهم الآشورية-الكلدانية في تلك الفترة وقبلها، شرح الأب رمزي: «دُمِّرَت مير وهُجِّرَ سكّانها عام 1989. وعاد والداي إليها عام 1992 مع أربع عائلات أخرى بموافقة السلطات. وفي العام 1994، أُحرقت القرية وقُتل شابّان مراهقان. عدنا إلى إسطنبول عام 1995، وابتداءً من العام 2011، بدأ والداي يتردّدان إلى القرية مع أبنائهما ليقضوا فيها نحو خمسة أشهر في خلال الربيع والصيف. وفي العام 2014، قررا الاستقرار هناك».

بين العدالة وتخليد الذكرى

في أبريل/نيسان 2022، بدأت محاكمة ثلاثة أفراد مشتبه فيهم أمام محكمة الجنايات في شرناق. وقال الأب رمزي: «حُكم على أبرو ديريل (نسيب والدي) بالسجن المؤبد في 23 يوليو/تموز 2023 باعتباره قاتل والدتي. وأكّدت محكمة الجنايات في ديار بكر الحكم. إلا أنّ محامي أبرو استأنفوا الدعوى أمام المحكمة الدستورية. وحتى الآن، لم يعترف بقتل والدي ولم يكشف عن المتورطين الآخرين. أمّا المشتبه فيهما الآخران، اللذان لا ينتميان إلى العائلة، فأُفرج عنهما». وأردف: «أعظم أمانيّنا معرفة مصير والدينا... في وقت يسود الأمن والعدالة، نحن أبناء الدولة، ننتظر تحقيق العدالة».

تجدر الإشارة إلى أنّ الأب رمزي هو أحد الأبناء الأحد عشر، ويقيم ستة من إخوته في إسطنبول والآخرون في فرنسا.

من مراسم دفن شموني ديريل في 26 مارس/آذار 2020. مصدر الصورة: أرشيف عائلة ديريل
من مراسم دفن شموني ديريل في 26 مارس/آذار 2020. مصدر الصورة: أرشيف عائلة ديريل

قدّاس تذكاريّ

في سياقٍ متّصل بالقضية، أقام المجلس التنسيقي للكلدان الآشوريين في فرنسا يوم 5 يناير/كانون الثاني 2025 قداسًا في كنيسة القديس توما الرسول في بلدة سارسيل، حيث يتمركز الكلدان، على نية الزوجين بحضور ابنتهما فيرجيني ديريل كاس. وبعد القداس، أضاءت فيرجيني الشموع ووضعت إكليلًا من الزهور عند مُستديرة «شهداء الكلدان الآشوريين» مقابل الكنيسة. أما في إسطنبول، فيُحتَفَل بقداس تذكاري في يناير/كانون الثاني من كل عام في الكنيسة الكلدانية.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته