غودجيروتي يختتم رحلته إلى سوريا: المسيحيّون مدعوّون إلى بناء مستقبل بلدهم

غودجيروتي في دمشق، سوريا غودجيروتي في دمشق، سوريا | مصدر الصورة: آسي مينا
من محطّة غودجيروتي في مطرانيّة الأرمن الكاثوليك-دمشق من محطّة غودجيروتي في مطرانيّة الأرمن الكاثوليك-دمشق | مصدر الصورة: مطرانيّة الأرمن الكاثوليك في دمشق

اختتم رئيس دائرة الكنائس الشرقيّة الفاتيكانيّة الكاردينال كلاوديو غودجيروتي أمس زيارته سوريا والتي استمرّت ستة أيام. وترأّس الموفد البابويّ الاحتفال بالقداس الإلهي بحسب الطقس الأرمني في كاتدرائية سلطانة العالم للأرمن الكاثوليك-دمشق.

حرص غودجيروتي في دمشق وحلب على زيارة مختلف الكنائس الكاثوليكية ولقاء القيادات الدينية المسيحية بمن فيهم ممثلو الطوائف الأرثوذكسية والبروتستانتية. كما التقى العاملين في المنظمات الإنسانية واللجان الخيرية، إضافة إلى العلمانيين الناشطين في خدمة كنائسهم.

من محطّة غودجيروتي في مطرانيّة الأرمن الكاثوليك-دمشق. مصدر الصورة: مطرانيّة الأرمن الكاثوليك في دمشق
من محطّة غودجيروتي في مطرانيّة الأرمن الكاثوليك-دمشق. مصدر الصورة: مطرانيّة الأرمن الكاثوليك في دمشق

وعلى الرغم من أنّ الزيارة لم تكتسِ أيّ بعد سياسي ولم تتضمّن اجتماعات بمسؤولين سياسيين، فإنّها أتت في مرحلة بالغة الحساسية، متزامنةً مع إعلان الفصائل المسلّحة تعيين أحمد الشرع رئيسًا للبلاد. إعلان أعقبه اليوم وصول أمير قطر إلى دمشق، في أول زيارة لزعيم دولة منذ سقوط حكم بشّار الأسد.

غودجيروتي يترأّس القدّاس الإلهيّ في كنيسة القدّيس يوسف للكلدان-حلب. مصدر الصورة: كنيسة الكلدان في حلب
غودجيروتي يترأّس القدّاس الإلهيّ في كنيسة القدّيس يوسف للكلدان-حلب. مصدر الصورة: كنيسة الكلدان في حلب

وضمن عظته في كنيسة القديس فرنسيس الأسيزي-حلب، وصف غودجيروتي المدينة بأنّها «جوهرة الحضور المسيحي». كما بلّغ احتضان البابا فرنسيس جميع مسيحييها. وشدّد على ضرورة اتحادهم جميعًا ليصيروا جسدًا واحدًا، بغية الوصول إلى بلد متّحد، إذ إنّ الجمال ليس في التشابه بل في الاختلاف.

وأردف: «هذا حلمنا المشترك وحلم البابا الذي يطلب منكم على قدر استطاعتكم أن تكونوا شهودًا للمسيح وللوحدة والمحبة بين سائر أبناء البلد؛ والكنيسة لا تطلب تحقيق هذا الحلم من الشعب السوري حصرًا، بل من جميع القوى الدولية اللاعبة في عملية بناء سوريا».

غودجيروتي يترأّس القدّاس الإلهيّ في كنيسة القدّيس فرنسيس الأسّيزي للاتين-حلب. مصدر الصورة: كنيسة اللاتين في حلب
غودجيروتي يترأّس القدّاس الإلهيّ في كنيسة القدّيس فرنسيس الأسّيزي للاتين-حلب. مصدر الصورة: كنيسة اللاتين في حلب

وحضّ غودجيرتي المسيحيين على الإسهام في بناء سوريا الجديدة. وقال: «الشخص الفاعل والبطل الحقيقي في التاريخ لا نراه دائمًا، وأنتم لديكم الحقّ بألا تكونوا سلعة تباع وتشترى بل أن تكونوا أبطالًا لتاريخكم... حاولوا إعادة بناء بلدكم، وعندما تحققون ذلك سيعود أولئك الذين تركوا البلاد إذ سيشعرون بأنّ هناك ما يمكن فعله هنا».

وفي رحلة خاطفة إلى حمص أمس الأول، شارك الموفد البابوي في لقاء مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في سوريا. وكشف أمام المجتمعين أنّ الدبلوماسية الفاتيكانية تعمل على أن تكون سوريا حرّة ومستقرّة من غير إملاءات خارجية وتسود فيها المساواة بين الجميع.

من لقاء مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في سوريا، مطرانيّة الروم الملكيّين الكاثوليك- حمص. مصدر الصورة: بطريركيّة السريان الكاثوليك
من لقاء مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في سوريا، مطرانيّة الروم الملكيّين الكاثوليك- حمص. مصدر الصورة: بطريركيّة السريان الكاثوليك

ونصح غودجيروتي المجتمعين بالحفاظ على هويتهم كونها أكثر أهمية من العدد. وطلب منهم قبول الواقع كما هو من دون حماس زائد أو لامبالاة، بل بالتروّي في التعاطي مع المستجدات.

وختم: «نحن الآن في أزمنة بناء الأساسات، لكن ستأتي الأيّام التي سنحتفل فيها مع شعبنا. سنعود إلى روما وقلبنا مفعَم بالرجاء، وسنُعلم البابا بكلّ ما سمعناه ورأيناه».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته