القدّيسة مارتينا... مثالُ الإيمان الصلب في وجه الاستبداد

القدّيسة مارتينا القدّيسة مارتينا | مصدر الصورة: Pietro da Cortona by Artvee

تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار القدّيسة الشهيدة مارتينا في 30 يناير/كانون الثاني من كلّ عام. هي مَن عانقت محبّة الربّ يسوع حتّى الاستشهاد.

أبصَرَت مارتينا النور في القرن الثاني في روما، ونشأت وسط أسرة مسيحيّة رَبَّتها على تعاليم الإنجيل المقدّسة. نَمَت مارتينا في النعمة، وكانت محبّة المسيح تُعانِق قلبَها وروحها. كما حفِظَت آيات الكتاب المقدّس غيبًا، وكانت تُردّد مزامير داود النبيّ، حتّى أصبحت قدوةً حقيقيّة لجميع المؤمنين.

وفي تلك الأيّام، عرف المسيحيّون الاضطهاد وكلّ أنواع الآلام حبًّا بالمسيح. فقبَضَ الحاكم الوثنيّ على تلك العذراء القدّيسة، مُحاولًا جعلها تنكر محبّة الربّ يسوع، فيَكْسِبَها لعبادة الأوثان، غير أنّ محاولاته باءت بالفشل لأنّ مارتينا ظلّت متجذّرة بإيمانها المسيحيّ.

حينئذٍ، غضب الحاكم وأمَرَ باقتيادِها إلى هيكل أبلو وإجبارها على السجود له. فنظرت مارتينا من بعيد إلى ذلك الهيكل، ورفعت عيناها إلى السماء وصلّت قائلة: «يا ربّي وإلهي ومخلّصي يسوع المسيح، احفَظ نفس عبدتِكَ في هذه اللحظة ومجِّدْ اسمَكَ أمام هذا الشعب المسكين، وأظهِر له أنّك وحدك الإله الحقيقيّ الذي يستحقّ كلّ سجودٍ وعبادة».

وفي تلك اللحظة، سمح الله بحدوث زلزال قويّ أدّى إلى هدم جزء من الهيكل وتحطيم الصنم، فصرخت مارتينا ممجِّدةً الله القدير. فأمَرَ الحاكم بتعذيبها، وضَرَبها الجنود بالعصيّ، ومزّقوا وجهها بمخالب حديد، فيما لم تتوقّف مارتينا عن تمجيد الله وشكره.

وأمام شجاعة هذه القدّيسة في دفاعها عن إيمانها المسيحيّ، آمن عددٌ كبير من الجنود بالربّ يسوع وطلبوا أن ينالوا سرّ العماد. ولمّا علِمَ الحاكم بما حصل، أمر بالقبض على هؤلاء وقطع أعناقهم، وهكذا نالوا أكاليل الشهادة. أمّا مارتينا فأمَرَ باقتيادها إلى هيكل آخر لتقديم العبادة للأصنام، لكنّها رفضت وصلّت للمسيح كي يخلّصها ويُثبِّتها في إيمانها الحقّ. وأخيرًا، تُوّجَت بإكليل المجد مقطوعة الرأس عام 228.

يا ربّ، علّمنا على مثال هذه القدّيسة كيف نُدافع عن إيماننا بك، ونَثبُت بمحبّتِك إلى الأبد.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته