البابا فرنسيس: المرض فرصة للقاء الربّ

البابا فرنسيس يترأّس أمس القدّاس الإلهيّ في بازيليك القدّيس بطرس-الفاتيكان بمناسبة أحد كلمة الله البابا فرنسيس يترأّس أمس القدّاس الإلهيّ في بازيليك القدّيس بطرس-الفاتيكان بمناسبة أحد كلمة الله | مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

أعلن البابا فرنسيس أنّ المرض يمكن أن يتحوّل إلى فرصة للقاء الربّ بشكل يغيّر حياتنا، فنكتشف الله بصفته صخرة لا تتزعزع نثبت بها في أوقات العواصف. واعتبر أنّ الألم يحمل دومًا معه «سرّ خلاص»، لأنّه يجعلنا نختبر تعزية الله الحقيقيّة والقريبة منّا.

بمناسبة اليوم العالمي للمريض، الواقع في 11 فبراير/شباط من كلّ عام، أصدر الأب الأقدس رسالته لهذا العام بعنوان: «الرجاء لا يخيّب (روما 5: 5) ويجعلنا أقوياء في الشِدَّة».

حضور الله إلى جانب المتألّمين

قال الحبر الأعظم إنّ المرضى قد يتساءلون عن كيفيّة البقاء أقوياء، خصوصًا إذا كانوا مصابين بأمراض خطيرة تعطّل حياتهم وتتطلّب رعاية يفوق ثمنها قدراتهم المادّية. وقد تزيد من حدّة شكّهم بهذه الأمور رؤية من يحبّهم متألّمًا معهم وعاجزًا عن مساعدتهم. ورأى أنّ تلك الظروف تُشعِر الإنسان بالحاجة إلى عون الله ونعمته وعنايته وقوّته الآتية من الروح القدس. وشرح فرنسيس أنّ هناك ثلاثة جوانب تعكس حضور الله إلى جانب المتألّمين وهي: اللقاء والعطيّة والمشاركة.

وفسّر الأب الأقدس أنّ يسوع طلب من تلاميذه القول للمرضى إنّ ملكوت الربّ قريب. ففي ذلك وعي بأنّ في المرض فرصة للقاء الربّ. وتابع البابا أنّ المرض يجعلنا نشعر بهشاشتنا بصفتنا مخلوقات ولكن في الوقت عينه نختبر قرب الله وعطفه.

وأشار فرنسيس إلى أنّ الألم يكشف عطايا الله، لأنّ فيه يستقبل الإنسان نِعَمِ الربّ ويزرعها في داخله. وزاد أنّ في قيامة المسيح حصرًا يجد كلّ مصير بشريّ معناه ضمن أفق الحياة الأبديّة؛ فمن القيامة ينبع بصيص نور نتخطّى به مِحَن الحياة وعوائقها.

واعتبر الحبر الأعظم أنّ مشاركة ما يمرّ به الإنسان مع الآخرين ضروريّ لأنّ لحظات الألم كثيرًا ما تكون فرصة لإثراء بعضنا بعضًا. فإلى جانب أسرّة المرضى نتعلّم الرجاء في مرّات عدّة، وبقرب المتألّمين تتقدّم في أحيان عدّة فرصة للإيمان.

دور مميّز في سنة اليوبيل

اعتبر فرنسيس أنّ للمرضى والمسؤولين عن رعايتهم دورًا مميّزًا في يوبيل 2025. ورأى أنّ سَيرهم معًا علامة ونشيد للكرامة البشريّة والرجاء. فيتخطّى صوت سَيرهم معًا الغرف والأسرّة حيث يتعافون ويتشجّعون بالمحبّة على العيش بتناغم اجتماعيّ قادر على حمل النور والدفء.

وشكر البابا المرضى والمسؤولين على شهادتهم، مؤكّدًا صلاته من أجلهم ومقدّمًا إيّاهم إلى العذراء مريم، شفاء المرضى. ورفع من أجلهم صلاة «تحت ظلّ حمايتكِ». وباركهم مع عائلاتهم طالبًا منهم الصلاة من أجله.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته