القدّيسة باولا… أيقونة الزهد والعطاء غير المحدود

القدّيسة باولا القدّيسة باولا | مصدر الصورة: John William Vondra/Pinterest

تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار القدّيسة الأرملة باولا في 27 يناير/كانون الثاني من كلّ عام. هي قدّيسة الصلاة والصوم والتقشّف والعطاء غير المحدود.

أبصرت باولا النور في القرن الرابع في روما، ونشأت في عائلة تقيّة. حصّنت باولا ذاتها بالفضيلة ومحبّة الله، ثمّ تزوّجت ورزِقت أولادًا. وحين مات زوجها، كرّست ذاتها لعبادة الله وتحصين أولادها بأسس الإيمان المسيحيّ، فراحت تُنشِدُ الصلاة والتأمّل وتُمارس الصوم والتقشّف.

وقال عنها مرشدها القدّيس أيرونيموس الذي دوَّن سيرتها: «كانت أنموذجًا صالحًا، وتميّزت بتواضعها، وعدَّت نفسها أحقر من جواريها. وكان فِراشُها مِسْحًا من الشَّعر. وكانت تمضي الليل بكامله وهي تصلّي وتذرف الدموع».

وحين طلب منها مرشدها أن تكفّ عن البكاء حفظًا لنظرها، أجابته: «على هذا الجسد الذي تَنَعّم أن يشقى، وأن يبدّل الضحك بالبكاء».

اشتهرت باولا بعطائها غير المحدود للأديار والفقراء. ولمّا كانت أسرتها تحاول منعها من الإفراط في صَدَقاتِها كي لا تفتقر، كانت تُجيبها: «لي قدوةٌ بسيّدي يسوع المسيح الذي لم يكُن له موضِعٌ يُسنِد إليه رأسه».

وبعدها، توجّهت مع ابنتها أوسطاكيا لزيارة الأماكن المقدّسة في فلسطين، فمرّت أوّلًا في مدينة بيروت، قبل وصولها إلى أورشليم. ومن ثمّ سارت صوب مصر والصعيد، وراحت تزور النسّاك وتطلب صلاتهم.

وبعد تلك المحطّة، عادت باولا إلى بيت لحم، سائرةً وفق إرشادات مرشدها القدّيس أيرونيموس، ودرست اللغة العبرانيّة بهدف فهم الكتاب المقدّس، وأنشأت ديرًا للرهبان وثلاثة أديار للراهبات.

وأخذت هذه القدّيسة تدرّب الراهبات على سُبل السلوك في طريق القداسة والكمال الإنجيليّ، وكانت ابنتُها واحدة من بينهنّ. وأخيرًا، بعد حياة مكلَّلة بالصلاة والعطاء، رقدت هذه الأرملة البارّة بعطر القداسة عام 404.

فيا ربّ، علّمنا كيف نسير على خُطى هذه القدّيسة، فنتسلّح بالصلاة والتأمّل والعطاء المجّاني إلى الأبد.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته