كيف تتجلّى أهمّية التعليم في حياة المُكرّسات؟

الأخت جيروم صخر الأخت جيروم صخر | مصدر الصورة: صفحة الراهبات الأنطونيّات-زحلة في فيسبوك

يَحِلُّ اليوم الدوليّ للتعليم في 24 يناير/كانون الثاني من كلّ عام. وفي هذا الإطار، تُشدّد توصية مُنظّمة اليونسكو على مكانة التعليم المركزيّة، إذ يجب أن يُزوّد المتعلّمين المعارفَ والقيَم والأساليب والسلوكيّات الأساسيّة، ليتمكّنوا من تحقيق السلام في مجتمعاتهم. في هذه المناسبة، تُطلّ عبر «آسي مينا» الراهبة الأنطونيّة الأخت جيروم صخر، لتُخبِرنا عن أهمّية التعليم وضرورته في حياة المُكرّسات.

تَنطلِقُ الأخت جيروم: «يحتلّ التعليم أهمّيّة كبرى في المجتمعات المتطوّرة لأنّه الحجَر الأساس في تطوير العقل والثقافات والعلاقات، وتنمية القدرات والفكر الإبداعيّ والنقديّ. كما أنّه يوفّر المهارات لتحقيق الأهداف المهنيّة والشخصيّة، ويُعزّز الثقة في النفس والقدرة على مواجهة التحدّيات».

وتقول: «يُساعد التعليم في التنمية الاقتصاديّة وإيجاد فرص للعمل والابتكار والتقدّم التكنولوجيّ، ويؤمّن المساواة والعدالة، ويُحارب الفقر والتمييز الاجتماعيّ، ويُطوّر المجال الطبّي والصحّي».

وتُضيف الأخت جيروم: «التعليم يُقلّص نسبة الجرائم والتطرّف عبر تعزيز القيَم الإنسانيّة، فيُمكّنُ الأفراد من بناء مجتمع أفضل يسوده الحُكم الصحيح المُعبِّر عن الانتماء إلى الوطن وليس إلى فئة أو غريزة. والتعليم يجعلنا نَنْفتح على ثقافات العالم أجمع، فلا نكون محصورين في منطق واحد».

وتُردِف: «التعليم مفتاح أساسيّ لازدهار الشعوب، وزرع السلام في العالم، وإيجاد لغة واحدة تُجسّد الحوار والمساواة والسلام عبر وسائل التواصل الاجتماعيّ. والعِلم يرفعنا ولا يجعلنا نتقوقع على ذواتنا».

«نستند إلى المسيح وتعاليم الكنيسة»

وتُكمِل الأخت جيروم: «الحديث عن أهمّية التعليم في حياة المكرّسات يأخُذني إلى المسيح الذي حمَلَ اللقب الأفضل، حين قيلَ له "يا مُعلّم". ونحن المُكرّسات نستند إلى المسيح وتعاليم الكنيسة، فكلّ المجامع المسكونيّة ورسائل الباباوات تُشدِّدُ على ضرورة التعليم».

الأخت جيروم صخر. مصدر الصورة: الأخت جيروم صخر
الأخت جيروم صخر. مصدر الصورة: الأخت جيروم صخر

وتُتابع: «كانت حياة الراهبات قديمًا تقتصر على الصلاة والصوم والأعمال اليدويّة، لكن اليوم أصبحت للعِلم أهمّية كبرى في حياتهنّ. نحن المكرّسات لدينا مؤسّسات، من مدارس وجامعات ومراكز تنشئة ومستشفيات. لذا، من الضروريّ أن نتحصّن بالعِلم كي نتميّز على مستوى الرسالة التي نؤدّيها، إن كان على صعيد الحركة الدينيّة أو الاجتماعيّة أو الإنسانيّة. ويجب أن تُبنى القرارات على العِلم، لكي نبلغ النجاحات اللازمة ونؤدّي الخدمة المطلوبة».

أهمّية التعليم في حياة المكرّسات

وتُخْبِرُ الأخت جيروم: «التعليم يُطوّر مهارات الراهبة، ويساعدها في فهم القضايا التي تهتمّ بها، ويجعل منها قائدة في إدارة عملها. كذلك، يُعزّز التعليم ثقة المكرّسة في نفسها، فتتميّز بالمسؤوليّة من خلال طرحها أيّ مشروع في سبيل خدمة المجتمع بشكلٍ أفضل ومواجهة التحدّيات».

وتزيدُ: «الراهبة المكرّسة لا يمكنها الاحتفاظ بالمعرفة التي حصدتها لنفسها، بل عليها أن تكون مصدر إلهام للآخَر عبر مُشاركتِه بما اكتسَبَتهُ من عِلم، ومن خلال نشر القيم الإنسانيّة مثل المحبّة والعطاء والتسامح».

وتُشدّد على أنّ «العِلم مفتاح للمستقبل وأداة حقيقيّة للتغيير، وهو لا ينحصر في عمر أو زمن، بل إنّه حقّ وأساسٌ في بناء مجتمعات عادلة، ووسيلة تُسهم في تحقيق أحلام الأفراد وفتح الفرص أمامهم. والعِلم ضمانة للجميع كي يبلغوا أهدافهم، من دون تمييزٍ لناحية العمر والجنس واللون والدّين».

وتختِمُ الأخت جيروم: «لنعمل معًا على إزالة كلّ العواقب، خصوصًا في البلدان التي تعوق تعلّم الفتيات وتُهمّش الأطفال. لِنكُن حُماة التعليم، فهو ليس رفاهية إنّما حقّ وضرورة لكلّ إنسان في سبيل بلوغ عالم أفضل».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته