حلب, الخميس 23 يناير، 2025
يعتقد كثيرون أنّ المسيحيين في سوريا امتلكوا مساحة أكبر من غيرهم للتعبير عن آرائهم وتطلّعاتهم، لكنّ الحقيقة تقول خلاف ذلك. لم يستثنِ نظام حكم الأسد الأب والابن أيّ فئة من القتل أو الاعتقال، وتجاوزها إلى خطف اللبنانيين من مدنهم وأَسرهم في سوريا.
في حديث خاص إلى «آسي مينا» يروي المهندس فراس حليسو، سوري مسيحي وقائد كشفي سابق في مجموعة مار إغناطيوس الكشفية اليسوعية، قصة اعتقاله وقصص من عرفهم: «عام 2011 صدرت في حقي مذكرة تبليغ بجرم "النيل من هيبة الدولة وإثارة النعرات الطائفية". راجعتُ في إثرها فرع أمن الدولة قرب قصر المحافظ في مدينة حلب. اعتقدتُ أنّ الأمر مقتصر على بعض الأسئلة السريعة، لكنّني بقيت معتقلًا عشرة أيام».
وتابع: «نُقلت إلى فرع الأمن الجنائي، وهناك حُقِّق معي وأنا معصوب العينين وحافي القدمين. سُئلت من أقصد بالجزّار في قصة "الجزّار والخرفان" التي كتبتها في فيسبوك. لم أُفصح، ومع كلّ تكرار للسؤال كُنت أضرَب بأنبوب سيليكوني قاسٍ. طبعًا قصدتُ بالجزار بشار الأسد، لكنّ تفوّهي بذلك سيودي بي إلى سجن صيدنايا. أذكر حينها أنّني كنت آخر من حُقِّق معه. وفي لحظات الانتظار الصعبة، وأنا أسمع أصوات تعذيب من سبقني، رددتُ مكرِّرًا المزمور 142 ومستهلّه: "بصوتي إلى الربّ أصرخ، بصوتي إلى الربّ أتضرّع"، إذ عمل على تعزيتي».