البابا فرنسيس يدعو إلى احترام وقف إطلاق النار في غزّة

روما, الأحد 19 يناير، 2025

عبّر البابا فرنسيس ظهر اليوم، بعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي مع المؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس-الفاتيكان، عن امتنانه لجميع الوسطاء الذين بذلوا جهودًا لتحقيق وقف إطلاق النار في غزّة. وأمل أن يُحترم ما اتُّفق عليه فورًا من جميع الأطراف، وأن يتمكّن جميع الرهائن من العودة إلى بيوتهم ليعانقوا أحبّاءهم.

وشكر الحبر الأعظم الوسطاء وجميع الأطراف المعنيين بهذا الإنجاز المهم. وأكّد أنّه يصلّي كثيرًا من أجلهم ومن أجل عائلاتهم. كما تمنّى أن تصل المساعدات الإنسانيّة بشكل أسرع وبكمّيات أكبر إلى سكان غزّة الذين هم في أمسّ الحاجة إليها. وذكر أنّ الإسرائيليين والفلسطينيين يحتاجون إلى علامات واضحة تبثّ الأمل.

وطلب أن تتمكّن السلطات السياسية لدى الطرفين، بمساعدة المجتمع الدولي، من تحقيق الحلّ العادل القائم على الدولتين. وأردف: «ليردّد الجميع: نعم للحوار، نعم للمصالحة، نعم للسلام. فلنصلِّ من أجل ذلك: من أجل الحوار، والمصالحة، والسلام».

كما ذكر خبر الإفراج عن مجموعة من المعتقلين في السجون الكوبية. واعتبره عملًا يجسّد الأمل الكبير وإحدى نيّات هذا العام اليوبيلي. وتمنّى أن تستمر المبادرات من هذا النوع في الأشهر المقبلة في مختلف أنحاء العالم، لتعزّز الثقة في مسيرة الأفراد والشعوب.

وفي هذه الأيام المكرّسة للصلاة من أجل وحدة المسيحيين، قال الأب الأقدس: «دعونا لا نتوقف عن التماس عطية الله الثمينة للشركة الكاملة بين جميع تلاميذ الربّ. فلنصلِّ دائمًا من أجل أوكرانيا المعذّبة، ومن أجل فلسطين وإسرائيل وميانمار وجميع الشعوب التي تعاني بسبب الحرب».

وقبل الصلاة شرح البابا إنجيل اليوم (يو 2: 1-11) عن العجيبة الأولى ليسوع، إذ حوّل الماء إلى خمر في خلال حفل زفاف في قانا الجليل. وشدّد فرنسيس على أمرَين: النقص والوفرة. من جهة، ينقص الخمر فتقول مريم لابنها: «ليس لديهم خمر»؛ ومن جهة أخرى، يتدخّل يسوع ليملأ ستّ جرار كبيرة، وفي النهاية يكون الخمر وفيرًا وشهيًّا لدرجة أنّ رئيس الوليمة مدح العريس لأنّه احتفظ بالخمر الجيّد حتى النهاية. 

وأضاف الأب الأقدس: «علامة الله هي الوفرة، ووفرة قانا هي علامة على أنّ عيد الله مع البشريّة قد بدأ. على نقص الإنسان، يردّ الله دائمًا بوفرة محبّته». وتابع فرنسيس: «حتى في وليمة حياتنا، نلاحظ أحيانًا أنّ الخمر ينقص: نفتقد القوة، ونشعر بنقص في أمور كثيرة. يحدث ذلك عندما تثقلنا الهموم، أو تهاجمنا المخاوف، أو تسلبنا قوى الشرّ طعم الحياة وفرحها وأملها».

ثمّ طلب البابا من المؤمنين أن يكونوا حذرين: «عندما نواجه هذا النقص، يعطينا الربّ دائمًا بوفرة. قد يبدو ذلك متناقضًا: كلّما زاد النقص فينا، زادت وفرة الربّ. لأنّ الربّ يريد أن يحتفل معنا، وليمة لا تنتهي أبدًا».