بيروت, الجمعة 17 يناير، 2025
تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار القدّيس أنطونيوس الكبير في 17 يناير/كانون الثاني من كلّ عام. وفي هذه المناسبة، يُطلّ عبر «آسي مينا» الأب سليم عيسى، من الرهبانيّة الأنطونيّة، ليُخبرنا عن هذا القدّيس المُعلّم والناسك الذي دُعِيَ بحقّ «مؤسّس الحياة الرهبانيّة الجماعيّة»، وكان أوّل من وضع القوانين لها.
يَنطلِقُ الأب عيسى: «إذا أردنا الكلام عن أحدٍ أحبَّ الله بهذا الحجم، فإنّه يَسهُلُ الكلام عنه ويَصعُب في الوقت عينه؛ يَسهُل في حال تطرَّقنا إلى كلّ جميلٍ كان ساكنًا فيه، إنّما نخشى ألّا نُعطيه حقّه. كم نشعر بلذّة اللسان والفكر عندما نتحدّث عنه! إنّه من دون شكّ القدّيس أنطونيوس الكبير الذي حمَلَ هذا اللقب لأنّه بكلّ بساطة أحبَّ يسوع إلى هذا الحدّ. كما أنّ هذا القدّيس عاش طويلًا، إذ ماتَ وكان عمره مئة وخمس سنوات. ولو كان ما زال حيًّا، لكان مستمرًّا في نزفِه العشقَ المُلتهب ليسوع».
ويُضيفُ: «أمّا اسم أنطونيوس فمعناه الجدير بالثّناء، وهو النفيس، أي الغالي جدًّا الذي يتعذَّر تقديرُه. كلّ هذه المعاني التي حَمَلها اسمُه، كانت بالفعل تنطبق عليه. ظلَّ هذا القدّيس طيلة حياته ينسب هذه المعاني إلى خالقه، فعلينا نحن بدورنا أن نسير على خُطاه، ونُرجِع كلَّ ما أعطانا الله من جماليّاتٍ إليه، وهكذا نتذكّر مع القدّيس أنطونيوس نشيد العذراء مريم حين قالت: "تُعظّمُ نفسي الربّ"، وليس تُعظّمُ نفسي نفسي».
ويُخبِرُ الأب عيسى: «كان أنطونيوس شابًّا غنيًّا لا ينقصه شيء. وذات مرّة، بينما كان واقفًا في ساحة الكنيسة مع أصدقائه، دفعته الحشريّة للدّخول إلى الكنيسة، فسمع الكاهن يقول: "إذا أردتَ أن تكون كاملًا، فاذهب وبع أملاكك واعطِ الفقراء، فيكون لك كنزٌ في السماء وتعالَ اتبعني" (متّى 19: 21). عندئذٍ، استوقَفَتهُ هذه العبارة وبدأ يتساءل: "هل هناك من كمالٍ أكثر من الذي وصلتُ إليه؟"».