القدّيسة تاتيانا… من هياكل التعذيب إلى ملكوت المحبّة

القدّيسة تاتيانا القدّيسة تاتيانا | مصدر الصورة: Elleney Soter/Pinterest

تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القدّيسة تاتيانا في 12 يناير/كانون الثاني من كلّ عام. هي من بشّرت بكلمة المسيح بلا خوف حتّى نالت إكليل النصر الأبديّ.

عاشت القدّيسة تاتيانا في القرن الثالث، في أيّام الحاكم الرومانيّ ألكسندروس سايروس. كان أبوها قنصلًا معروفًا في مدينة روما، ويُروى أنّه بلَغَ رتبة شمّاس في قلب الكنيسة. لم تهتمّ تاتيانا بقشور هذا العالم، بل أمضت طفولتها في دَياميس روما، مع المسيحيّين الذين اعتادوا التجمّع معًا للصلاة. وقيل إنّها حين كبرت، أصبحت هي أيضًا شمّاسة، وتجلّت رغبتُها في تكريس حياتها بكاملها لعريسها السماويّ حتّى الاستشهاد.

وحين كانت تاتيانا تُبَشِّرُ بكلمة المسيح بكلّ جرأة وأمانة، قُبِضَ عليها، فسارَ بها جنودٌ إلى مقرّ الحاكم الذي راح يخاطبها بكلّ لطف، محاولًا أن يجعلها تكفر بالمسيح. ومن أجل هذه الغاية، رافَقَها إلى هيكل الأوثان، علّها تسجد لها. عندئذٍ، بدأت تاتيانا تصلّي للربّ يسوع، وإذ بالأصنام تهوي أرضًا وتتحطّم. أمام ذلك المشهد، غضب الإمبراطور وشعَر بمهانة فأمَرَ جنوده بتعذيبها، لكنّ ملائكة الله جاءت وأعانَتْها.

وذُكِرَ أنّه عندما عايَنَ جلّادوها الملائكة في نور الله، سجدوا معترفين بالمسيح وتوقّفوا عن تعذيبها، فتقدَّم جنود الحاكم وفتكوا بهم، حتّى نالوا إكليل الشهادة. أمّا تاتيانا فاستمرّوا في تعذيبها بأبشع الوسائل؛ حَلَقوا شعر رأسها، ونزعوا ثديَيْها وألقوها في ألسنة اللهب، وبعدها رموها للحيوانات المفترسة التي لم تتعرّض لها، بل كانت هادئة مسالمة. 

وعلى الرّغم من كلّ تلك الآلام، ظلّت تاتيانا ثابتة في إيمانها الراسخ بربّها يسوع، لا تهاب الموت حبًّا به. وأخيرًا، لمّا فشلت كلّ محاولات الحاكم في جعلها تنكر ربّها، أمَرَ بقطع عنقها، وهكذا تُوِّجَت بإكليل المجد الأبديّ في النصف الأوّل من القرن الثالث.

لِنُصَلِّ مع هذه القدّيسة الشهيدة كي نتعلّم كيف نحبّ الربّ يسوع من كلّ كياننا ومن دون خوف، حتّى الرمق الأخير.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته