رئيس لبنانيّ من خارج المحاور السياسيّة… ما أبرز المواقف المسيحيّة؟

الرئيس اللبنانيّ الجديد جوزاف عون في قصر بعبدا الرئيس اللبنانيّ الجديد جوزاف عون في قصر بعبدا | مصدر الصورة: رئاسة الجمهوريّة اللبنانيّة

بعد فراغٍ دام 800 يوم، شهد لبنان لحظة فارقة مع انتخاب جوزاف عون رئيسًا للجمهوريّة؛ فانطلقت الألعاب الناريّة في سماء المدن والقرى، وتعالت الزغاريد وأصداء رقصات الفرح في الشوارع.

رأى كثيرون في هذا الحدث بارقة أملٍ تُعلن بداية عهدٍ جديد، يتطلّع فيه اللبنانيّون إلى الخروج من أزماتهم المتراكمة. ومع انطلاق هذه المرحلة، تتوجّه الأنظار نحو المجتمع المسيحيّ بمختلف مكوّناته، السياسيّة والدينيّة والشعبيّة، لاستطلاع رؤاهم حول آفاق هذا التحوّل التاريخيّ.

تفاؤل وحذَر

استقبل اللبنانيّون انتخاب الرئيس جوزاف عون بتفاؤلٍ حذِر، متطلّعين إلى إمكان بدء حقبة جديدة من الإصلاح والتغيير. ففي خطابه الأوّل، طرح الرئيس عناوين بارزة تعزّز استقلال القضاء وتصون الاقتصاد الحرّ والملكيّة الفرديّة وتكرّس مبدأ الشفافية وغيرها من القضايا التي تحظى باهتمامٍ خاص لدى المسيحيّين في لبنان. ولوحظ أنّ الخطاب تجنّب التعابير المرتبطة بالعهد السابق كـ«المقاومة»، ما عدّه بعضهم دليلًا على توجّهٍ مغاير.

حقبة سياسيّة جديدة

على مستوى قادة الأحزاب والتيارات المسيحية، أثار إعلان الرئيس الجديد «حقّ الدولة الحصري في حمل السلاح» ترحيبًا واسعًا، تجلّى في تصفيقٍ حارّ في قاعة البرلمان، وتمدّدت أصداؤه إلى خارج المجلس. فرأى رئيس حزب القوّات اللبنانيّة سمير جعجع في مقابلة تلفزيونيّة أنّ «هذه هي المرّة الأولى التي يُنتخب رئيس خارج تأثير النظام السوري المخلوع ومحور الممانعة». بدوره، أكّد رئيس حزب الكتائب سامي الجميل أنّ خطاب الرئيس جوزاف عون غير مسبوق في السنوات الـ30 الأخيرة، وسيعمل معه لإنجاح مشروعه الوطني.

في المقابل، اختلف موقف التيار الوطني الحرّ، إذ تجنّب عددٌ من أعضائه التعليق على وسائل التواصل الاجتماعيّ. وكان رئيس التيّار جبران باسيل أكّد سابقًا وفي خلال الجلسة أنّ «انتخاب جوزاف عون مخالف للدستور»، في إشارةٍ إلى اعتراضه على وصوله إلى سدّة الرئاسة.

قبول روحيّ

على المستوى الكنسي، لم يتوقّف البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي طوال العامين الماضيين عن التشديد على ضرورة انتخاب رئيسٍ ينهي الفراغ الرئاسيّ، لتلقى دعواته أخيرًا آذانًا صاغية.

وهنّأت الرابطة المارونية عون بانتخابه رئيسًا للجمهورية، ورأت في إنجاز هذا الاستحقاق الدستوري «بداية لمرحلة جديدة يخطو فيها لبنان نحو دولة القانون والمؤسسات». وأضافت أنّ خطاب القسم الذي ألقاه الرئيس الجديد تسوده نبرة سياديّة.

كما قدّم بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي، باسمه وباسم الطائفة إلى عون أحرّ التهاني، آملًا أن «يؤسّس عهده لمرحلة جديدة تقوم على المؤسّسات والقانون والعدل».

وأرسل بطريرك الأرمن الكاثوليك روفائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان تهنئة إلى الرئيس المنتخب. وأعرب عن ثقته بالتزام عون الحفاظ على المؤسّسات والقانون، متضرِّعًا إلى الله أن يرعاه لقيادة لبنان نحو السلام.

مواقع التواصل الاجتماعيّ

على مواقع التواصل الاجتماعي، عبّر ناشطون عن ترحيبهم بهذا النهج الجديد، فغرّد أحدهم: «خطاب الرئيس جوزاف عون يشبهني. وكلّ من لا يشبهه الخطاب هو غريب عن الجمهوريّة».

بالتوازي، رصدت المحطّات التلفزيونيّة أجواء احتفاليّة عمّت صفوف الشباب، إذ أكّد كثيرون نيّتهم البقاء في وطنهم بعدما تلمّسوا بارقة أملٍ بحدوث تغيير حقيقيّ.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته