البابا فرنسيس يهنّئ في الفاتيكان أعضاء السلك الدبلوماسيّ المعتمد لدى الكرسيّ الرسوليّ | مصدر الصورة: فاتيكان ميديا
بقلم: إلياس الترك
روما, الخميس 9 يناير، 2025
أعلن البابا فرنسيس صباح اليوم أنّ دعوة الدبلوماسيّة تعزيز الحوار مع الجميع، بمن فيهم من يُحسَبون «مزعجين» ويُعَدّون غير مؤهلين للتفاوض، وذلك بغية كسر سلاسل الكراهية والانتقام.
ألقى الأب الأقدس كلمة أمام السلك الدبلوماسي المُعتمد لدى الكرسي الرسولي، للتهنئة بحلول العام الجديد.
وأشار إلى أنّ الكنيسة الكاثوليكيّة تحتفل بعام يحمل معنى رمزيًّا خاصًّا، يوبيل 2025، متناولًا أحداثًا عالميّة عدّة.
في كلمته، شدّد الحبر الأعظم على إمكان أن يكون المسيحيّون مواطنين حقيقيّين يسهمون في بناء المجتمعات التي يعيشون فيها، ولو كانوا ضمن الأقلّيات. وأعطى مثالًا عن سوريا، حيث تبدو البلاد على درب الاستقرار بعد سنوات من الحرب والدمار. وتمنّى ألّا يمسّ أحد بسلامة الأراضي السوريّة ووحدة شعبها والإصلاحات الدستورية الضرورية فيها، فيسهم جميع المواطنين، بمن فيهم المسيحيّون، في العمل على خير البلاد العام.
وتمنّى لـ«لبنان الحبيب» الوصول إلى الاستقرار المؤسّسي، بمساعدة المكوّن المسيحيّ، لمواجهة الحالة الاقتصاديّة والاجتماعيّة الخطيرة. فيُعاد بناء جنوب البلاد المُدمَّر ويُطَبَّق الدستور واتّفاق الطائف كاملَيْن. وسأل جميع اللبنانيّين العمل كي لا يشوَّه وجه بلاد الأرز بالانقسامات، بل يُضيء دائمًا من أجل العيش معًا فيبقى لبنان بلد الرسالة والتعايش والسلام.
شرح فرنسيس أنّ ما يقوله يسوع المسيح في مجمع الناصرة، انطلاقًا من سفر أشعيا، عن كونه أتى لتبشير المساكين وتعزية منكسري القلوب والإفراج عن العبيد وتحرير المأسورين وإعلان سنة رضا عند الربّ، يعبّر عن معنى سنة اليوبيل أيضًا ويمكنه أن يشكّل خطوطًا عريضة لما سمّاه «دبلوماسيّة الرجاء»، للإسهام في تبديد غيوم الحرب الكثيفة برياح السلام.
وأكّد الأب الأقدس أنّ اقتناع الإنسان بأنّه صانع تاريخه الخاصّ وهم. ورأى أنّ في عصرنا لا تزال المآسي كثيرة، من هنا الحاجة إلى بشرى مثل تلك التي قدّمها الله إلى البشر في ليلة الميلاد. ورأى أنّ دبلوماسيّة الرجاء تسعى إلى إظهار الحقيقة والغفران وتعزية منكسري القلوب.
جدّد البابا الدعوة إلى وقف إطلاق النار في غزّة وإطلاق سراح الأسرى. ونادى بخفض المبالغ الماليّة المُستخدمة للتسلّح واستخدامها لنمو البلدان الفقيرة والسعي إلى إنهاء الجوع. وسأل الحاضرين السعي إلى تطبيق القانون الإنساني الدولي.
يُذكر أنّ لـ184 دولة علاقات دبلوماسيّة مع حاضرة الفاتيكان. تُضاف إليها 90 بعثة دبلوماسيّة، منها للاتّحاد الأوروبّي ولمنظّمة فرسان مالطا. وفي روما أيضًا مكاتب مُعتمدة لدى الكرسي الرسولي، منها لجامعة الدول العربيّة والمنظّمة الدوليّة للهجرة والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته
