دمشق, الأربعاء 8 يناير، 2025
شهر على التغيير في سوريا، أرسى في نفوس المسيحيين حالة من الارتياح النسبيّ، كون القيادة الجديدة مهتمة بأمنهم والحوار معهم واستمرارية ممارستهم شعائرهم الدينية. إلا أنّ المسيحيين يصبون إلى ما هو أبعد من ذلك. يريدون ببساطة ضمانات لا تطمينات، وإن اختلفوا إزاء شكلها.
يرى بعض المسيحيين أنّ الكنيسة هي ضمانتهم، إذ كانت كذلك منذ الحكم العثماني للبلاد. وعليه، يتولى رجال الدين مهمة تمثيل رعاياهم في المحافل السياسية والحقوقية وغيرها. يمثل هذا الاتجاه بطريرك الروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي، وهو البطريرك الأكثر حضورًا في الساحة المسيحية مقارنةً برؤساء الكنائس الآخرين في سوريا، باستثناء النائب الرسولي للاتين المطران حنا جلوف الذي تربطه بالحكّام الجدد علاقة قوية وقديمة. وقد زار جلوف أخيرًا قريته ورعيته (القنيّة–ريف إدلب) للمرة الأولى بعد توليه منصب الأسقفية، حيث استُقبِل بحفاوة.
وعلى الرغم من اللقاء الموسع بين رؤساء الكنائس وممثليها وقائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، سُجِّل غياب البطاركة الثلاثة المقيمين في دمشق. ووُضِع تفسير هذا الغياب في خانة انتظار بطريرك الروم الأرثوذكس أن يزوره الشرع أولًا، كما جرت العادة بعد تولي شخصية جديدة حكم البلاد، بحسب يازجي.