ما دور المؤمنين في الانتخابات وفق الكنيسة الكاثوليكيّة؟

بيروت, الثلاثاء 3 مايو، 2022

"الانتخابات فرصة التغيير. إذا لم يتنبّه الشعب إلى خطورة المرحلة ويُقدم على اختيار القوى القادرة على الدفاع عن كيان لبنان وهويّته، وعلى الوفاء لشهداء القضيّة اللبنانيّة، وعلى إعادة علاقات لبنان العربيّة والدوليّة، فإنه، هذا الشعب نفسه، يتحمّل هو، لا المنظومة السياسيّة، مسؤوليّة الانهيار الكبير" (رسالة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في الفصح-2022).

مع اقتراب موعد الاستحقاق الانتخابي في لبنان، ما دور المؤمنين في الانتخابات وفق تعليم الكنيسة الكاثوليكيّة؟ ما الموقف الذي يجب أن يتّخذه رجال الدين في السياسة؟

دور المؤمنين في الانتخابات

في حديث خاصّ لـ"آسي مينا"، أكد رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبدو أبو كسم أن الكنيسة الكاثوليكيّة جزء من الوطن، وهي تدعو أبناءها إلى القيام بواجبهم الوطني لأنه شبيه بواجب الدفاع عن بلادهم.

ولفت رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام إلى أن الواجب الانتخابي الذي يتمثّل في الإدلاء بالأصوات في صناديق الاقتراع يهدف إلى النهوض بالوطن والدفاع عنه.

وقال الأب أبو كسم إن تعليم الكنيسة الكاثوليكيّة يعتبر أن الانتخاب واجبٌ وطني، كما أكد الراعي في رسالته الفصحيّة، مضيفًا: للمواطن واجبات تجاه دولته وعليه الدفاع عنها، هذا ما يحقّقه الانتخاب إذ ينتج عنه تأليف مجلس نيابي من شأنه تشريع القوانين وتطويرها لتكون من أجل مصلحة الوطن والمواطن، ولا سيّما أننا نعاني من أزمات كبيرة. لبنان بلد شبه منهار، وبحاجة إلى مجلس نيابي فاعل ونظيف الكفّ يحارب الفساد ويعيد هيبة الدولة وأموال المودعين وينشّط الدورة الاقتصاديّة.

تعليم الكنيسة الكاثوليكيّة ومحاسبة المسؤولين

في ما يخصّ محاسبة المسؤولين، أوضح الأب أبو كسم أن الكنيسة تدعو إلى عيش الحقيقة ومحاربة الفساد والظلم وكل أشكال الأنظمة التي تعمل ضد الإنسان والإنسانيّة. وبالتالي، من الضروري أن يحكّم المنتخبون ضميرهم، إذ إنه صوت الله في أعماق الإنسان، في حين أن المقاطعة مضرّة، ويجب على المواطنين محاسبة الذين عاثوا فسادًا في بلادهم.

تأليه الزعماء ليس من شيم المؤمنين!

بالنسبة إلى تأليه الزعماء ومناصرتهم في لبنان، شدّد الأب أبو كسم على أن العبادة لا تجوز إلا لله، مشيرًا إلى أن تأليه الزعماء ليس من شيم المؤمنين بل هو تصرّف بعيد عن الإيمان المسيحي.

أما عن موقف رجال الدين في الانتخابات، فرأى وجوب الوقوف على الحياد لأنهم آباء في رعيّتهم التي تضمّ أحزابًا وآراءً ومرشّحين مختلفين، وضرورة أن يتجلّى دورهم في نشر السلام والمحبّة والألفة في المجتمعات.

وختم الأب أبو كسم حديثه عبر "آسي مينا"، مؤكدًا التزامه برسالة الراعي الفصحيّة، وداعيًا المواطنين إلى الانتخاب لأنه واجب وطني، ولأن لبنان بحاجة إلى نمط تغييري جديد يعيد الحياة إليه.