في يومها العالميّ... واقع لغة بريل وأهمّيتها بظلّ التطوّر التكنولوجيّ

لغة بريل مهمّة جدًّا للكفيف، إذ تُمكّنه من القراءة والكتابة لغة بريل مهمّة جدًّا للكفيف، إذ تُمكّنه من القراءة والكتابة | مصدر الصورة: فؤاد عبّود

يحلّ اليوم العالمي للغة بريل الخاصّة بالمكفوفين في 4 يناير/كانون الثاني من كلّ عام. ويُحتفل بهذا اليوم منذ العام 2019 لإذكاء الوعي بأهمّية لغة بريل بوصفها وسيلة تواصل بالنسبة إلى المكفوفين وضعيفي البصر. وقد عُرِفَت بهذا الاسم تيمّنًا باسم مُخترعها في القرن التاسع عشر، لويس بريل، الفرنسيّ الأصل، وهو كفيفٌ استطاع بفضل نور بصيرته ابتكار هذه اللغة.

وفي هذه المناسبة، يُطلّ الأستاذ فؤاد عبّود عبر «آسي مينا» ليُخبرنا عن أهمّية هذه اللغة وواقعها اليوم في ظلّ التطوّر التكنولوجي والبرامج الناطقة التي سهّلت كثيرًا حياة الكفيف. وفؤاد شابّ لديه مشكلة في النظر منذ طفولته، درس لغة بريل وأبدع في عالم الكمبيوتر والتكنولوجيا.

ينطلقُ فؤاد: «حين بلغتُ الرابعة من عمري، وبسبب مشكلة أُعانيها في النظر، دخلتُ إلى المدرسة اللبنانيّة للضرير والأصمّ، وهناك تعلّمت وتخصّصتُ في العلوم السياسيّة، وهو اختصاص مختلف عن مجال الكمبيوتر الذي أعمل فيه اليوم». ويُضيفُ: «أنا مولعٌ منذ طفولتي بعالم التكنولوجيا، فَرُحْتُ أتقدّم فيه يومًا بعد آخَر، معتمدًا على نفسي، حتّى وصلتُ إلى ما أنا عليه اليوم من معرفة في مجال الكمبيوتر وأيضًا تحميل البرامج الناطقة. ومنذ العام 2013، أدرّس الكمبيوتر للطلّاب المكفوفين في المدرسة التي تعلّمتُ فيها».

فؤاد عبّود. مصدر الصورة: فؤاد عبّود
فؤاد عبّود. مصدر الصورة: فؤاد عبّود

ويُخبِرُ: «في طفولتي تعلّمتُ لغة بريل، وهي مهمّة جدًّا للكفيف، إذ من خلالها يتمكّن من القراءة والكتابة. وهذه اللغة هي عرضٌ للرُّموز الأبجديّة والرقميّة باستخدام ستّ نقاط يمكن تحسّسها باللمس لتمثيل كلّ حرف وعدد».

ويردِفُ: «على الرغم من توفُّر البرامج الناطقة الخاصّة بالمكفوفين - وهي طوق نجاة لهم إذ يستخدمونها عبر الهواتف المحمولة والكمبيوتر فتقرأ لهم وتساعدهم على المذاكرة وغيرها من الأمور - إلّا أنّ لغة بريل تبقى الأساس؛ فالأطفال بحاجة أوّلًا لتعلّم القراءة والكتابة بواسطة هذه اللغة. ومن ثمّ يستطيع الكفيف الكتابة من خلال الطباعة على الكمبيوتر، لكنّه لا يمكنه القراءة إلّا باستخدام لغة بريل».

لغة بريل مهمّة جدًّا للكفيف، إذ تُمكّنه من القراءة والكتابة. مصدر الصورة: فؤاد عبّود
لغة بريل مهمّة جدًّا للكفيف، إذ تُمكّنه من القراءة والكتابة. مصدر الصورة: فؤاد عبّود

ويؤكّدُ: «الأهمّ هو شكر الله الذي لا يترك أحدًا. أشكره على الجمعيّات والمؤسّسات الخاصّة التي تُعنى بذوي الإعاقة والمكفوفين، فهي تمنحهم فرصة التعلّم ومواكبة المجتمع في تقدّمه».

ويختِمُ: «تبقى لغة بريل وسيلة اتّصال أساسيّة للمكفوفين، ولها مكانتها ودورها الفعّال في سياقات التعليم وحرّيّة التعبير والرأي والحصول على المعلومات المهمّة، وهو ما يُعدّ مؤشّرًا على الكفاية والاستقلال والمساواة».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته