لقاء الشرع ورؤساء الكنائس… ضمانة المسيحيّين في سوريا الجديدة؟

دمشق, الجمعة 3 يناير، 2025

في هذه المرحلة الانتقالية، تكثر الأسئلة عن دور الكنيسة في رسم ملامح سوريا الجديدة. فهل تكشَّفت الصورة جزئيًّا بعد اجتماع قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع ورؤساء الكنائس وممثلّيها في قصر الشعب-دمشق؟

كشف الأب رامي إلياس اليسوعي في لقاء صحافي أمس أنّ فحوى اللقاء بين الشرع ورجال الدين المسيحيين كان تعارفيًّا، وللتعبير له عن همومهم ومشكلاتهم وطرح تساؤلاتهم.

وتطرق القادة الكنسيّون إلى الدستور وتحقيق الديمقراطية والمساواة. في المقابل كان جواب الشرع إيجابيًّا، إذ أشار إلى عيشه فترة طويلة مع المسيحيين في دمشق ودرعا. وأكّد أنّ المسيحيين جزء أساس من مكونات المجتمع السوري.

وفي ما يتعلّق بانطباعه الشخصي عن الشرع، قال إلياس: «هناك غموض، ليس بإمكاننا معرفة ما يريد، رغم أنّه عبّر صراحة عن رغبته في تطبيق نظام حكم مدني تشريعي. لا ضمانات ونحن معلَّقون. في رأيي، إذا بقيت الولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبية على موقفها تجاه سوريا، فستكون هناك دولة مدنية مع احتمال أن تكون بصبغة إسلامية ولكن معتدلة. أما إذا غيّرت هذه الدول موقفها، فحينها سيكون لا حول لنا ولا قوة».

ولم يخفِ إلياس قلقه إزاء الواقع المبهم، إذ ليس معروفًا إلى أين سيصل السوريون. لكنّه طالب المسيحيين بعدم الخوف قائلًا: «لن تكون حالنا أسوأ ممّا كانت عليه».

وشدّد إلياس على ضرورة أن تستغلّ الكنيسة الوقت الحالي لكتابة مقترحها بشأن الدستور المقبل. وتوقَّع أن يحظى دستور العام 1950 بموافقة كبيرة مع إدخال بعض التعديلات عليه.

تجدر الإشارة إلى أنّ اجتماع الشرع بالقادة المسيحيين لم يشمل بطاركة الكرسي الأنطاكي الثلاثة المقيمين في دمشق بل ممثلين عنهم. كما شهد اللقاء حضورًا كبيرًا للرهبان الفرنسيسكان، من بينهم نائب حارس الأراضي المقدسة الأب إبراهيم فلتس.