حذفٌ وتبديل… تعديلات في المناهج الدراسيّة تُفاقم قلق مسيحيّي سوريا

كنيسة القدّيس بطرس في مدينة أنطاكيا كنيسة القدّيس بطرس في مدينة أنطاكيا | مصدر الصورة: أبرشيّة حلب والإسكندرون وتوابعهما للروم الأرثوذكس

أثار القرار الصادر عن وزارة التربية والتعليم في الحكومة الانتقالية السورية بشأن تعديلات في المناهج الدراسية للعام 2025 زوبعة على مواقع التواصل الاجتماعي. وكثرت الأصوات المعارضة لهذه التعديلات التي تتعلق ثلاثة منها بالشأن المسيحي.

ناهز عدد التعديلات المئتين سواء عن طريق الاستبدال أم الحذف. وشملت مناهج جميع الصفوف الدراسية من الأول الابتدائي حتى الثالث الثانوي. وقد نالت النصيب الأكبر من التعديل كتب اللغة العربية والتاريخ والتربية الإسلامية.

ومن التعديلات المتعلقة بالمسيحيين إضافة عبارة «اليهود والنصارى» في كتاب التربية الإسلامية، وربطها بما جاء في ختام سورة الفاتحة: «صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين».

كذلك تبدّلت عبارة «أصحاب الديانات السماوية» لتصبح «أتباع الشرائع السماوية»، بحكم التفسير الذي يرى أنّ الدين عند الله الإسلام وأنّ إبراهيم وموسى والمسيح مسلمون. وبالتالي، لا توجد أديان سماوية وإنما شرائع متنوعة.

كنيسة القدّيس بطرس في مدينة أنطاكيا. مصدر الصورة: أبرشيّة حلب والإسكندرون وتوابعهما للروم الأرثوذكس
كنيسة القدّيس بطرس في مدينة أنطاكيا. مصدر الصورة: أبرشيّة حلب والإسكندرون وتوابعهما للروم الأرثوذكس

أما النقطة الثالثة والأكثر مباشرةً فتجسّدت في حذف صورة المقعد الحجري (كرسي أنطاكيا الرسولي) من كتاب التاريخ للأول الثانوي الأدبي. ويقع المقعد في داخل كنيسة القديس بطرس في مدينة أنطاكيا (تركيا اليوم)، المكان الذي حمل فيه المسيحيون هذه التسمية للمرة الأولى.

وتُعدّ أنطاكيا العاصمة التاريخية لسوريا وأمّ الكنائس المسيحية، إذ أسّس فيها القديسان بطرس وبولس بحسب التقليد المسيحي كرسيّ أنطاكيا، واتخذها الأخير قاعدة لرحلاته التبشيرية التي أسهمت بشكل حاسم في انتشار المسيحية. كذلك اشتهرت أنطاكيا بآبائها وقديسيها، وبمدرستها اللاهوتية. وحتى اليوم تحافظ الكنائس الرومية والسريانية (الكاثوليكية والأرثوذكسية)، بما فيها الكنيسة المارونية، على ارتباطها التاريخي والروحي والثقافي بأنطاكيا، وإن لم تعد مراكزها البطريركية حاضرة في المدينة.

من الصفحات التي تنصّ التعديلات الأخيرة على حذفها من مناهج التعليم في سوريا. مصدر الصورة: كتاب الدراسات الاجتماعيّة للصف الرابع
من الصفحات التي تنصّ التعديلات الأخيرة على حذفها من مناهج التعليم في سوريا. مصدر الصورة: كتاب الدراسات الاجتماعيّة للصف الرابع

وبغض النظر عن ماهية التعديلات وتعقيدات تطبيقها، يرى كثيرون أنّ خطوة وزارة التربية غير قانونية ولا تقع ضمن صلاحياتها كون الحكومة الحالية انتقالية ومهمتها تسيير الأعمال.

تجدر الإشارة إلى أنّ من الأمور الأخرى المحذوفة في المنهاج الجديد، صور معبودات الشرق القديم (مع حذف توصيفها بالآلهة)، وصور النساء بلا غطاء الرأس (الكرتونية أو الطبيعية). كذلك تبدّلت عبارة «يحكمه قانون العدل» لتغدو «يحكمه شرع الله». وحُذِفت بعض الشخصيات السورية التي تعود إلى ما قبل حكم حزب البعث، ومنها زنوبيا (باعتبار أنّها شخصية خيالية)، إضافةً إلى بعض دروس علم الأحياء والفلسفة.

من الصفحات التي تنصّ التعديلات الأخيرة على حذفها من مناهج التعليم في سوريا. مصدر الصورة: كتاب الدراسات الاجتماعيّة للصف الرابع
من الصفحات التي تنصّ التعديلات الأخيرة على حذفها من مناهج التعليم في سوريا. مصدر الصورة: كتاب الدراسات الاجتماعيّة للصف الرابع

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته