شهيد الرحمة ونصير الأيتام… ما قصّة القدّيس زوتيكس؟

القدّيس الشهيد زوتيكس القدّيس الشهيد زوتيكس | مصدر الصورة: ويكيميديا كومونز

تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار القدّيس الشهيد زوتيكس في 31 ديسمبر/كانون الأوّل من كلّ عام. قدّيس كرّس حياته لصنع أعمال الرحمة والعطاء غير المشروط، حتّى أصبح شهيدًا لها.

ولِدَ زوتيكس في مدينة روما، ونشأ وسط عائلة غنيّة. حصد ثقافة عالية، ونبغ في العلوم حتّى نال شهرة واسعة. ولمّا سمع نداء الربّ يسوع يصرخ في أعماقه، قرّر تكريس ذاته له بكلّيتها. فرُسم كاهنًا وبدأ يتفانى في محبّة النفوس ويجاهد في سبيل خلاصها بكلّ غيرة وأمانة رسوليّة. كما راح يمارس العمل الصالح من خلال مساعدة الفقراء ودعمهم.

وحين أتى الملك قسطنطين الكبير إلى بيزنطية وسمّاها باسمه أي قسطنطينيّة، قصدها الكاهن زوتيكس وتابع جهاده في عمل الخير. ويُحكى أنّه طلب مالًا من الملك قسطنطين على أن يقدِّم له عوضًا عنه درَّة ثمينة جدًّا، فاستجاب الملك لطلبه. وهكذا أنشأ الملاجئ والمياتم، وحمل لقب «عائل اليتامى». وقد كرّس حياته من أجل خدمتهم روحيًّا وجسديًّا بلا ملل أو تعب.

ولمّا مات قسطنطين الكبير، تولّى ابنه قسطنس الحكم، فراح يطالب زوتيكس الكاهن بالمال الذي أخذه من والده. حينئذٍ، جعله يبصر الملاجئ والمياتم التي أسَّسها، وكيف اهتمّ بالمرضى والأيتام الذين يجسّدون صورة الربّ يسوع المتألم. وأكّد له أنّ هذه هي الدرَّة الثمينة التي كان وعد والده بها. لكنّ الملك لم يُقدّر ما صنعه، واعتبر أنّه يسخر منه فأمر بقتله… وهكذا توّجَ بإكليل الشهادة، فكان شهيدًا لأعمال الرحمة والعطاء غير المشروط.

لِنُصَلِّ مع هذا القدّيس في عيده كي نتعلّم على مثاله كيف نجسّد في حياتنا أعمال المحبّة والرحمة إيمانًا منّا بكلمة الربّ يسوع، القائلة: «يا بنيّ، لا تكن محبّتنا بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحقّ» (1 يوحنا 3: 18).

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته