بيروت, الاثنين 30 ديسمبر، 2024
تليق كلمة «الرجاء» بلبنان ومسيحيّيه هذا العام بالذات. فقدَ هؤلاء سكينتهم في حربٍ رفضوا جرّ وطنهم إليها. فقدوا أقرباء وجيرانًا ووجوهًا يعرفون بعضها ويجهلون جلَّها. فقدوا بيوتًا وأراضيَ وأشغالًا وقوتًا. فقدوا سلام نفوسهم، لكنّهم ما فقدوا ذرَّةً واحدةً من رجائهم.
هو الرجاء الذي يسكن لبنان فيسكنه. يستريح هنيهةً ولا يهجر. في العام 2024، وتحديدًا في ربعه الأخير، ما انتظر مسيحيّو لبنان افتتاح البابا فرنسيس يوبيل 2025 ليكونوا «حجّاج رجاء»، بل سبقوه إلى ذلك فأعلنوها سنة رجاء على وقع وقفٍ نارٍ مهتزّ في جنوب بلادهم.
بعدما طوت الحرب فصولها جزئيًّا، حلّ الرجاء في نواصي لبنان. ما انتزعته الحرب من نفوس المسيحيّين، عوّضه ميلاد ملك السلام. زرع العيد في أرجائهم بهجةً مولودةً من غصّة، ورسّخ في يوميّاتهم المُستعادة رجاءً تسلّحوا به هذا العام ويحملونه معهم إلى خلَفه. قرأ مسيحيّو الوطن الصغير في سنة اليوبيل 2025 رسالةً موجّهة إليهم بعدما ذيّلها عنوان «الرجاء»، فضربوا معه موعدًا في كاتدرائياتهم وكنائسهم. موعدًا سيرافقهم سنةً كاملة.