عن رجاءٍ لا يُخيِّب مسيحيّي لبنان...

لا يهجر الرجاء نفوس مسيحيّي لبنان ويوميّاتهم لا يهجر الرجاء نفوس مسيحيّي لبنان ويوميّاتهم | مصدر الصورة: Sameer Neamah Mahdi/Shutterstock

تليق كلمة «الرجاء» بلبنان ومسيحيّيه هذا العام بالذات. فقدَ هؤلاء سكينتهم في حربٍ رفضوا جرّ وطنهم إليها. فقدوا أقرباء وجيرانًا ووجوهًا يعرفون بعضها ويجهلون جلَّها. فقدوا بيوتًا وأراضيَ وأشغالًا وقوتًا. فقدوا سلام نفوسهم، لكنّهم ما فقدوا ذرَّةً واحدةً من رجائهم.

هو الرجاء الذي يسكن لبنان فيسكنه. يستريح هنيهةً ولا يهجر. في العام 2024، وتحديدًا في ربعه الأخير، ما انتظر مسيحيّو لبنان افتتاح البابا فرنسيس يوبيل 2025 ليكونوا «حجّاج رجاء»، بل سبقوه إلى ذلك فأعلنوها سنة رجاء على وقع وقفٍ نارٍ مهتزّ في جنوب بلادهم.

بعدما طوت الحرب فصولها جزئيًّا، حلّ الرجاء في نواصي لبنان. ما انتزعته الحرب من نفوس المسيحيّين، عوّضه ميلاد ملك السلام. زرع العيد في أرجائهم بهجةً مولودةً من غصّة، ورسّخ في يوميّاتهم المُستعادة رجاءً تسلّحوا به هذا العام ويحملونه معهم إلى خلَفه. قرأ مسيحيّو الوطن الصغير في سنة اليوبيل 2025 رسالةً موجّهة إليهم بعدما ذيّلها عنوان «الرجاء»، فضربوا معه موعدًا في كاتدرائياتهم وكنائسهم. موعدًا سيرافقهم سنةً كاملة.

الراعي يترأّس القدّاس الإلهيّ بمناسبة افتتاح سنة اليوبيل 2025 في بكركي، لبنان. مصدر الصورة: البطريركيّة المارونيّة
الراعي يترأّس القدّاس الإلهيّ بمناسبة افتتاح سنة اليوبيل 2025 في بكركي، لبنان. مصدر الصورة: البطريركيّة المارونيّة

رجاءٌ في بكركي

في بكركي، كانت كلمة القدّيس بولس الرسول لأهل روما بطلة عظة البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي في قداس الأحد، إذ قال: «نفتتح في هذا الأحد الذي يلي عيد الميلاد، بحسب توجيهات قداسة البابا فرنسيس، السنة اليوبيليّة المقدّسة 2025، وموضوعها كلمة القدّيس بولس الرسول لأهل روما: "الرجاء لا يخيّب" (روم 5: 5)».

وأضاف الراعي: «يفكّر قداسة البابا بجميع حجّاج الرجاء الذين يؤمّون روما، مدينة الرسولين القدّيسين بطرس وبولس، وبالذين لا يتمكّنون من الحجّ إلى روما، ويحتفلون في كنائسهم الخاصّة. وأكّد أنّ «الرجاء لا يخيِّب صاحبه، لأنّ محبة الله أفيضت في قلوبنا بالروح القدس الذي وُهب لنا. في الواقع، الرجاء يولد من المحبّة، ويتأسّس على المحبّة التي تنبع من قلب يسوع المطعون على الصليب». وختم: «هذا الرجاء الذي فينا صامد في المصاعب، لأنّه مؤسَّس على الإيمان ويغتذي من المحبّة».

رجاءٌ في جبيل

في جبيل (بيبلوس)، صدحت كلمة الرجاء في زوايا كنيسة مار يوحنا مرقس. وأكّد راعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون بمناسبة افتتاح السنة اليوبيلية 2025، أنّ العالم برمّته بما فيه من مشكلات وحروب واضطرابات يحتاج إلى الرجاء الذي وحده الربّ يسوع يستطيع أن يعطينا إيّاه. وشدّد على أنّ «المسيحيين مدعوّون إلى أن يبشّروا بهذا الرجاء». وأضاف عون: «نحن مدعوون إلى عيش هذا الرجاء في رعايانا بمسيرة حج، ويجب أن يحمل لنا اليوبيل التجدّد من الداخل».

رجاءٌ في بيروت

في قلب العاصمة، احتفل رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس عبد الساتر بالقداس الإلهي بمناسبة افتتاح يوبيل 2025 في كاتدرائيّة مار جرجس المارونيّة-وسط بيروت.

إسّايان يترأّس القدّاس الإلهيّ بمناسبة افتتاح سنة اليوبيل 2025 في كاتدرائيّة القدّيس لويس للآباء الكبّوشيّين-بيروت. مصدر الصورة: النيابة الرسوليّة اللاتينيّة-بيروت
إسّايان يترأّس القدّاس الإلهيّ بمناسبة افتتاح سنة اليوبيل 2025 في كاتدرائيّة القدّيس لويس للآباء الكبّوشيّين-بيروت. مصدر الصورة: النيابة الرسوليّة اللاتينيّة-بيروت

وعلى مسافة قريبة منه، ترأّس النائب الرسولي لطائفة اللاتين في لبنان المطران سيزار إسّايان قدّاس افتتاح السنة اليوبيلية في كاتدرائيّة القديس لويس للآباء الكبوشيين-بيروت.

من كاتدرائيّة مار الياس الحيّ-صيدا. مصدر الصورة: أبرشيّة صيدا المارونيّة
من كاتدرائيّة مار الياس الحيّ-صيدا. مصدر الصورة: أبرشيّة صيدا المارونيّة

رجاءٌ في الجنوب

إلى الجنوب، حيث ما غاب الرجاء طوال أيّام الحرب وقبلها بعقودٍ. فترأّس المطران مارون العمّار مطران أبرشية صيدا المارونية الذبيحة الإلهية في كاتدرائية مار الياس الحي-صيدا بمناسبة افتتاح سنة اليوبيل، في حضور حشدٍ من مسيحيي بلدات القضاء والجوار.

المزيد

العمّار يترأّس القدّاس الإلهيّ بمناسبة افتتاح سنة اليوبيل 2025 في كاتدرائيّة مار الياس الحيّ-صيدا. مصدر الصورة: أبرشيّة صيدا المارونيّة
العمّار يترأّس القدّاس الإلهيّ بمناسبة افتتاح سنة اليوبيل 2025 في كاتدرائيّة مار الياس الحيّ-صيدا. مصدر الصورة: أبرشيّة صيدا المارونيّة

وفي القليعة الحدوديّة (قضاء مرجعيون)، قدّاس احتضنته رعيّة مار جرجس وحضره السفير البابويّ في لبنان الكاردينال باولو بورجيا يوم عيد الميلاد وتزامنًا مع افتتاح سنة اليوبيل. وصبّت مشاركة بورجيا في خانة إنعاش صمود الأهالي هناك بعدما تذوّقوا مرارة الحرب الأخيرة.

بورجيا يحتفل بالقدّاس الإلهيّ في كنيسة مار جرجس-القليعة الحدوديّة، لبنان الجنوبيّ. مصدر الصورة: رعيّة مار جرجس-القليعة
بورجيا يحتفل بالقدّاس الإلهيّ في كنيسة مار جرجس-القليعة الحدوديّة، لبنان الجنوبيّ. مصدر الصورة: رعيّة مار جرجس-القليعة

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته