روما, الأحد 29 ديسمبر، 2024
أكّد البابا فرنسيس ظهر اليوم، بعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي مع المؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس-الفاتيكان، أنّ العائلة خليّة المجتمع وكنز ثمين يجب دعمه وحمايته. وذكر أنّه يصلّي من أجل العائلات التي تعاني بسبب الحروب: في أوكرانيا المعذّبة وفلسطين وإسرائيل وميانمار والسودان، ومن أجل جميع العائلات في الحروب.
وشرح البابا قبل الصلاة الإنجيل الذي يروي قصّة يسوع وهو في الثانية عشرة من عمره، عندما ضاع من مريم ويوسف بعد انتهاء الحجّ السنوي إلى القدس ووجداه في الهيكل يتحاور مع العلماء (لوقا 2، 41-52). كشف الإنجيلي لوقا عن مشاعر مريم التي سألت يسوع: «يا بُنيّ، لماذا فعلت بنا هذا؟ أبوك وأنا كنّا نبحث عنك بقلق». وأجابها يسوع: «لماذا كنتما تبحثان عنّي؟ ألم تعلما أنّه يجب عليّ أن أنشغل بعمل أبي؟».
وأضاف فرنسيس أنّها تجربة عائلة تتخلّلها لحظات هادئة وأخرى دراميّة. تبدو كقصّة أزمة عائلية معاصرة، مع مراهق صعب ووالديَن لا يستطيعان فهمه. واعتبر العائلة المقدّسة من الناصرة نموذجًا لأنّها عائلة تتحاور، والحوار هو العنصر الأكثر أهمّية للعائلة. وشدّد على أنّ العائلة التي لا تتواصل لا يمكن أن تكون عائلة سعيدة.
وتابع الحبر الأعظم: «من الجميل عندما تبدأ الأمّ لا بتوبيخ بل بسؤال. مريم لا تتّهم ولا تحكم، بل تحاول فهم كيف يمكنها أن تقبل هذا الابن المختلف من خلال الاستماع. على الرغم من هذا الجهد، يقول الإنجيل إنّ مريم ويوسف لم يفهما ما قاله لهما، ويدلّ ذلك على أنّ الاستماع في العائلة أهمّ من الفهم». وذكر الأب الأقدس أنّ الاستماع يعني إعطاء الآخر أهمّية، والاعتراف بحقّه في الوجود والتفكير بشكل مستقلّ، والأبناء في حاجة إلى ذلك.