ميلاد المسيح... كمال مشروع الله لخلاص الشعب

خلاصٌ صار للعالم بميلاد الربّ يسوع خلاصٌ صار للعالم بميلاد الربّ يسوع | مصدر الصورة: j.chizhe/Shutterstock

«كِتَابُ مِيلاَدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِ دَاوُدَ ابْنِ إِبْراهِيمَ»… هكذا استهلّ متّى إنجيلَه ليُطلعَنا أوّلًّا وقبل كلّ شيء على نسب يسوع ابن الإنسان؛ فهو ابن الموعد ببنوّته لإبراهيم، وهو الملك أيضًا ببنوّته لداود الملك، وهو ابن الله الوارث والمكمّل لتدبيره الخلاصيّ.

عن ذلك الخلاص الذي صار للعالم بميلاد الربّ يسوع، شرح الأب أدَّي صليوه راعي كنيسة مريم العذراء حافظة الزروع الكلدانيّة في بغداد-العراق عبر «آسي مينا» أنّ أوّل فعلٍ أورَدَه متّى الإنجيليّ منسوب للمسيح هو أَنَّهُ «يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ» بحسب إعلان ملاك الربّ ليوسف المتردِّد، حين أبلغه أن يدعو اسم المولود من مريم بالرّوح القدس: يسوع.

وشرح أنّ المسيح الذي «كَانَ فِي الْبَدْءِ عِنْدَ اللهِ» بحسب الإنجيليّ يوحنّا، هو «ابْن اللهِ» بحسب الإنجيليّ مرقس، الذي «يَكُونُ عَظِيمًا، وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى» وفقًا للوقا الإنجيليّ، هو  نفسه «المخلّص» كما قال متّى.

الأب أدّي صليوه. مصدر الصورة: الأب أدّي صليوه
الأب أدّي صليوه. مصدر الصورة: الأب أدّي صليوه

وتابع صليوه: «كي يتمّ هذا الخلاص، "ظَهَرَ اللهُ فِي الْجَسَدِ"، مولودًا من مريم العذراء. فميلاد المسيح ليس مجرّد حَدَثٍ نعيد استذكاره كلّ عامٍ، وليس فرصةً للبهجة والاحتفال فحسب، بل هو عيشٌ دائم لإيماننا بحضور الله معنا "عمانوئيل" المتجسِّد لأجل خلاصنا، بدءًا بالمذود ثمّ على الصليب ومكتملًا بالقيامة.

لم يختر الله أن يظهر بالجسد ليسكن في وسطنا لفترة وجيزة ويعطينا في خلالها تعاليمه الإلهيّة، ثمّ ينتهي كلّ شيء بموته على الصليب، كما يظنّ بعضهم. يستطرد صليوه: «فابن الله الذي صار إنسانًا ليخلّص كلّ إنسان، لَبِس ناسوتنا ولم يخلعه قَط، ليكمّل تدبير الله الخلاصيّ "لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُودًا مِنِ امْرَأَةٍ" في مبادرة محبّةٍ سخيّة، إذ "أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ" ليهبنا الخلاص».

وأشار إلى أنّ هذا الخلاص الذي صنعه الربّ عبر تجسّده، أعلن عنه كثيرون في الكتاب المقدّس. فقد أنشد زكريا: «أَقَامَ لَنَا قَرْنَ خَلاَصٍ فِي بَيْتِ دَاوُدَ فَتَاهُ». وأعلن شمعون الشيخ «أَنَّ عَيْنَيَّ قَدْ أَبْصَرَتَا خَلاَصَكَ». وأكّد يوحنّا المعمدان أنّ «كُلُّ بَشَرٍ يُبْصِرُ خَلاَصَ اللهِ».

وختم صليوه مؤكِّدًا أنّ الإنسان حين يدرك أنّه خاطئ «سيفهم حاجته إلى الخلاص ونيل غفران الخطايا بواسطة يسوع المسيح، الذي حرّرنا من نير الخطيئة بتجسّده وموته وقيامته، وحينئذٍ يفهم عظمة ميلاد المسيح وسرّ تجسّده العجيب ويدرك أهمّية أن يعيش خبرة الميلاد كلَّ يومٍ من حياته».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته