فقدَت بصرها ولم تفقد إيمانها… مارلين جدعون: لا أتوقّف عن الصلاة

مارلين جدعون مارلين جدعون | مصدر الصورة: مارلين جدعون

مارلين جدعون، سيّدة لبنانيّة كفيفة منذ طفولتها، تعلّمت كيف تتحرّر من قيود الظلمة التي لم تُرعبها يومًا. حلّقت في فضاء المثابرة والأمل والنجاح، وهي اليوم تُدرِّسُ اللغة العربيّة في المدرسة اللبنانيّة للضرير والأصم بعبدا، لبنان. تطلّ عبر «آسي مينا» لتُشاركنا اختبارها الحيّ المفعمّ بالإيمان والرجاء ومحبّة الربّ يسوع، وعدم الركوع إلّا له وحده.

تقول جدعون: «يوم أبصرتُ نور الحياة كنتُ ضعيفة البصر، وبعدها أصبتُ بالحصبة، فضربتني بقوّة ما أدّى إلى فقدان نعمة بصري بالكامل. عندئذٍ، دخلتُ إلى المدرسة اللبنانيّة للضرير والأصمّ، وهناك بدأت أتقَبَّلُ واقعي في ظلّ وجود أولاد حالتهم تُشبه حالتي. كما أنّ شقيقي كان شابًّا كفيفًا». وتواصل حديثها: «أعطاني الله عائلة تُحبّني، فهي تقف بجانبي في مختلف الظروف، ولا تتركني وحيدة البتّة بل تقوّيني باستمرار وتُقدّم لي كلّ الدعم اللازم».

وتكشِفُ جدعون: «ترعرعت وسط أسرة مسيحيّة، وصوت أمّي يعانقني منذ طفولتي وهي ترنّم باستمرار: «أرسل الله ابنه الوحيد». أنا إنسانة مؤمنة، ففي حين يُحبط كثيرون أمام مشكلاتهم ويتوقّفون عن الصلاة، أشكر إلهي لأنَّني وسط معاناتي وما أتعرّض له من تحدّيات، لا أتوقّف البتّة عن الصلاة، بل أركع مُناجيَّة ربّي وينتهي كلّ شيء». وتردِفُ: «ألمس حضور الله في كلّ شيء، وعندما يرسل إليّ عطية ما في لحظة أجهلُها، أحسّ بحضوره. أردّد دومًا اسمه القدوس، حتّى إنَّني أنام وأنا أخاطب القدّيس خوسيه ماريا، وأصلِّي "الأبانا" و"السلام عليك يا مريم"، وعندما أستيقظ أُردِّدُهما أيضًا».

مارلين جدعون. مصدر الصورة: مارلين جدعون
مارلين جدعون. مصدر الصورة: مارلين جدعون

فعل شكر وصلاة

تُخْبِرُ جدعون: «أشكر الله على كلّ يوم جديد وعلى نعمة الصحة، وأسأله أن يهبني القدرة على تقدير كلّ ما يخصّني به من نِعَم. وأشكره أيضًا لأنّني ما زلت قادرة على الصلاة بمفردي على ضوء الشمعة». وتُتابِعُ: «في أوقات كثيرة، أرفع صلاتي مباشرة إلى يسوع وأخاطبه قائلةً: "بحقّ ميلادك المجيد، وبحقّ حياتك على هذه الأرض، وبحقّ عشائك السرِّيّ مع تلاميذك، وآلامك وجروحاتك وصليبك وموتك وقيامتك وصعودك إلى السماء، وبحقّ حلول روحك القدوس على تلاميذك الأطهار، أسألك أن تغفر لي خطيئتي وغيرها من الأمور"... وفي أوقات أخرى أصلّي مع العذراء مريم التي أحبّها بالدرجة الأولى، وبعدها أطلبُ شفاعة كثيرين من القدّيسين».

وتخْتِمُ جدعون: «الحياة فيها لحظات أليمة وأخرى مفرحة؛ فعلى كلّ إنسان متألّم أن يثق أنّ بعد كلّ ليل طويل، سيبزغ فجر جديد. لذا أسأل طفل المغارة أن يرسل إلينا خروفًا صغيرًا من مغارته كي يحمل لنا الدفء الذي غمره به، فيبعث الأمل في داخلنا ونولَد من جديد».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته