بيروت, الأحد 29 ديسمبر، 2024
مارلين جدعون، سيّدة لبنانيّة كفيفة منذ طفولتها، تعلّمت كيف تتحرّر من قيود الظلمة التي لم تُرعبها يومًا. حلّقت في فضاء المثابرة والأمل والنجاح، وهي اليوم تُدرِّسُ اللغة العربيّة في المدرسة اللبنانيّة للضرير والأصم بعبدا، لبنان. تطلّ عبر «آسي مينا» لتُشاركنا اختبارها الحيّ المفعمّ بالإيمان والرجاء ومحبّة الربّ يسوع، وعدم الركوع إلّا له وحده.
تقول جدعون: «يوم أبصرتُ نور الحياة كنتُ ضعيفة البصر، وبعدها أصبتُ بالحصبة، فضربتني بقوّة ما أدّى إلى فقدان نعمة بصري بالكامل. عندئذٍ، دخلتُ إلى المدرسة اللبنانيّة للضرير والأصمّ، وهناك بدأت أتقَبَّلُ واقعي في ظلّ وجود أولاد حالتهم تُشبه حالتي. كما أنّ شقيقي كان شابًّا كفيفًا». وتواصل حديثها: «أعطاني الله عائلة تُحبّني، فهي تقف بجانبي في مختلف الظروف، ولا تتركني وحيدة البتّة بل تقوّيني باستمرار وتُقدّم لي كلّ الدعم اللازم».
وتكشِفُ جدعون: «ترعرعت وسط أسرة مسيحيّة، وصوت أمّي يعانقني منذ طفولتي وهي ترنّم باستمرار: «أرسل الله ابنه الوحيد». أنا إنسانة مؤمنة، ففي حين يُحبط كثيرون أمام مشكلاتهم ويتوقّفون عن الصلاة، أشكر إلهي لأنَّني وسط معاناتي وما أتعرّض له من تحدّيات، لا أتوقّف البتّة عن الصلاة، بل أركع مُناجيَّة ربّي وينتهي كلّ شيء». وتردِفُ: «ألمس حضور الله في كلّ شيء، وعندما يرسل إليّ عطية ما في لحظة أجهلُها، أحسّ بحضوره. أردّد دومًا اسمه القدوس، حتّى إنَّني أنام وأنا أخاطب القدّيس خوسيه ماريا، وأصلِّي "الأبانا" و"السلام عليك يا مريم"، وعندما أستيقظ أُردِّدُهما أيضًا».