هل اختارت مريم أن تكون أمّ الله؟

أيقونة يونانيّة للعذراء مريم، والدة الإله أيقونة يونانيّة للعذراء مريم، والدة الإله | مصدر الصورة: FWA Design/Shutterstock

مع حلول عيد الميلاد، أثارت المجموعة المؤيدة للإجهاض، «كاثوليك من أجل حرّية الاختيار»، جدلًا بمنشور على منصّة إكس (تويتر سابقًا)، جاء فيها: «كانت لمريم حرّية الخيار، وهذا حقّكِ أيضًا».

وأضافت المجموعة أنّ طلب الله على موافقة مريم يدعم الحقّ في الإجهاض. كما زعمت على موقعها الإلكتروني: «من خلال السعي صراحةً إلى الحصول على موافقة نهائية من مريم على حملها بالمسيح، مكّنها الله ورفع مستوى استقلالها الجسدي».

أمّا الكنيسة الكاثوليكية فتعارض الإجهاض باستمرار، إذ إنّ التعليم المسيحي يشير بوضوح إلى أنّ الإجهاض «يتعارض بشكل خطير مع القانون الأخلاقي» (رقم 2271).

وأكّد الكاردينال تيموثي دولان أنّ مجموعة «"كاثوليك من أجل حرّية الاختيار" ليست تابعة للكنيسة الكاثوليكية، وهي لا تتحدث باسم المؤمنين». وذكر أنّها تحظى «بتمويل من مؤسّسات خاصة قوية للترويج للإجهاض كوسيلة للتحكّم في عدد السكان».

حرّية مطلقة

في مقابلة مع وكالة الأنباء الكاثوليكية، شريك إخباري لـ«آسي مينا» باللغة الإنجليزية، قال مارك ميرافالي، رئيس كرسي القديس يوحنا بولس الثاني للعلوم المريمية في جامعة الفرنسيسكان-ستوبنفيل الأميركية، إنّ مريم كانت لها «حرّية مطلقة» في خيارها أن تصبح أمَّ الله. ورفض ميرافالي أيّ اقتراح مفاده أنّ مريم ارتضت مصيرها بالإكراه أو القضاء والقدر. وشجب «المغالطة الخبيثة» المتمثلة في مقارنة اختيار مريم منح الحياة بالإجهاض: «اختيار مريم يعطي الحياة والخلاص، أمّا الإجهاض فيجلب الموت والدمار».

من جهته، أوضح الأب إدوارد لوني أنّ على الرغم من الحبل بلا دنس ونعمة الله، حافظت مريم على خيار حقيقي. واسترسل: «كانت حياتها متوافقة مع الله، فأصبحت إرادة خالقها إرادتها». وأضاف: «طرقُ الله أفضل من طرقنا. أرادت مريم أن تظلّ عذراء. كانت على استعداد كي تبقى عذراء وأمًّا في الوقت عينه».

وفي العام 2006، أشاد البابا بنديكتوس السادس عشر بمريم مُعتبرًا إيّاها «خير تلميذة لابنها»، إذ أدركت أنّ الحرّية تكمن من خلال الطاعة للآب.

واعتبر القديس أغسطينوس مريم أمّ الكنيسة «لأنّها تعاونت بمحبتها، حتى يولد المسيحيون المؤمنون... في الكنيسة».

وجسّدت عظة القديس برنارد «في مدح الأمّ العذراء» هذا الحوار الإلهي: «أجيبي بسرعة، أيّتها العذراء... أجيبي بكلمة، استقبلي كلمة الله. انطقي بكلمتكِ، احملي الكلمة الإلهية».

في النتيجة، سلّطت هذه البلبلة الضوء على عقيدة كاثوليكية رئيسة هي: حرّية خيار مريم في أن تصبح «والدة الإله»، مع الحفاظ على عذريتها وقبول الخطة الإلهية بالكامل.

تُرجِمَ هذا المقال عن وكالة الأنباء الكاثوليكية، شريك إخباري لـ«آسي مينا» باللغة الإنجليزية، ونُشِر هنا بتصرّف.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته