حملَ سلاحًا في الكنيسة... كاهنٌ لبنانيّ يثير بلبلة

كاهن رعيّة مار مارون في مزرعة يشوع (المتن، جبل لبنان) يحمل سلاحًا في خلال القدّاس الإلهيّ كاهن رعيّة مار مارون في مزرعة يشوع (المتن، جبل لبنان) يحمل سلاحًا في خلال القدّاس الإلهيّ | مصدر الصورة: مقتطَف من فيديو قدّاس الميلاد في كنيسة مار مارون-مزرعة يشوع

مشهدٌ «سرياليّ» في كنيسة لبنانيّة بتوقيع كاهنٍ أراد توجيه رسالةٍ إلى أبناء شعبه، فأصبح حديث هؤلاء ومادّةً جدليّة على وسائل التواصل الاجتماعيّ. كاهنٌ لبنانيّ يترأس القدّاس الإلهيّ حاملًا سلاحًا أمام مذبح الربّ... فيديو غير مألوف في يوم ميلاد ملك السلام زرعَ بلبلةً في الساحة اللبنانيّة واستدعى توضيحًا رسميًّا من الكنيسة. ما القصّة؟

في بلدٍ أضنَته الحروب ومعضلة السلاح غير الشرعيّ، قرّر كاهن رعيّة مار مارون في مزرعة يشوع (المتن، جبل لبنان) أن يحتفل بقدّاس الميلاد حاملًا سلاحًا (رشّاشًا)، قبل أن يرميه أمام حشود المؤمنين في رسالةٍ مفادُها: رمي كلّ سلاح والتمسّك بالسلاح الحقيقي وهو الإيمان.

لم تَجرِ رياحُ الكاهن كما اشتهت سُفنه. ففيما قرأ بعضهم في «مشهديّته» دعوةً صريحةً إلى أصحاب السلاح غير الشرعي لتسليمها إلى الدولة، لم يجد معظم المعلّقين مسوِّغًا لفكرة حمل السلاح في الكنيسة أيًّا كان المُبتغى. وبعدما انهمرت الانتقادات على الكاهن مقرونةً بدعواتٍ إلى توضيح من الكنيسة التي ينتمي إليها، خرجت أبرشية أنطلياس المارونية لتشرح ما حصل وتضع حدًّا لانفلاشيّة الموضوع وطفرة التأويلات.

قالت دائرة الإعلام في الأبرشية في بيان: «انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي خبر مفاده أنّ كاهنًا في رعية مار مارون مزرعة يشوع المتنيّة التابعة لأبرشية أنطلياس المارونيّة، وفي أثناء احتفاله بقداس منتصف الليل في عيد الميلاد، كان يحمل سلاحًا حربيًّا فوق ثيابه الكهنوتية، ما أثار البلبلة والتكهنات».

وأضاف البيان: «أولًا، إنّ الأبرشية لا توافق على الطريقة التي اعتمدها الكاهن، وقد وجَّهت إليه إنذارًا خطّيًّا لعدم تكرار هذه الأمور. مع العلم أنّها توافق على مضمون العظة كونه مطابقًا لتعليم الكنيسة وتوجيهاتها الروحية والرعوية. ثانيًا، ما فعله الكاهن لا يتعدّى كونه جزءًا من مشهدية استعملها في عظته التي ركّز فيها على أنّ سلاح المؤمن هو الصليب. وقد رمى الكاهن المذكور السلاح أمام المؤمنين، داعيًا إيّاهم إلى رمي الأسلحة التي تدمّر الآخر والتمسُّك بالسلاح الوحيد الذي هو الصليب سلاح المحبة والغفران».

وتمنّت الأبرشية ألّا «تُحمَّل هذه المسألة أبعادًا طائفية وألّا تُستغلَّ لإثارة النعرات والأحقاد الطائفيّة، خصوصًا في ظلّ ما نعيشه من أجواء متشنّجة وظروف استثنائية يمرّ بها وطننا الحبيب لبنان».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته