رسالة ميلاديّة ورسائل سياسيّة... ماذا قال الراعي؟

الراعي يتلو رسالة الميلاد 2024 في بكركي، لبنان الراعي يتلو رسالة الميلاد 2024 في بكركي، لبنان | مصدر الصورة: البطريركيّة المارونيّة

على عتبة ميلاد يسوع المسيح، يستعيد لبنان نبضَه بعد حربٍ أنهكت بشره وحجره. زحمة ناس وأضواء في كلّ زاوية، تواكبها الكنيسة المارونية بالصلاة والرجاء في رسالة لا تغيب عنها شؤون السياسة وشجونها. رسالة ميلادية للبطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي تعجّ بالرسائل السياسية. فماذا جاء فيها؟

قال الراعي في رسالة الميلاد 2024: «عند مولد يسوع المسيح، مخلّص العالم وفادي الإنسان، أنشد الملائكة على مسمع رعاة بيت لحم: مجد الله في السماء، والسلام على الأرض، والرجاء في الإنسان». وأضاف: «...هي بشرى عمرها ألفا سنة، لكنّها بشرى تتجدّد كلّ يوم وفي كلّ مكان وزمان، ولكلّ شعب من شعوب الأرض. ولا شكّ في ذلك، فالمسيح هو مخلّص العالم وفادي الإنسان. هذه هي الرسالة التي نحملها إلى العالم كمسيحيّين، وهي أساس الثقافة المسيحيّة».

وتابع: «يذكّر القدّيس البابا يوحنا بولس الثانيّ بأنّ الثقافة اللبنانيّة هي ثقافة العيش المشترك، والحوار بين المسيحيّين والمسلمين، على مستوى الحياة والثقافة والمصير المشترك، وثقافة الحرّيات العامة والانفتاح على الدول».

وشدّد الراعي على أنّ «لا خلاص للبنان إلاّ بالعودة الى ثقافة الحياد الإيجابيّ الناشط، الذي يجعل منه ما هو في طبيعة نظامه السياسيّ، فيكون فيه جيش واحد لا جيشان، وسياسة واحدة لا سياستان، ولا يدخل في حروب ونزاعات أو أحلاف، بل يحافظ بقواه الذاتيّة على سيادة أراضيه ويدافع عنها بوجه كل معتدٍ، ولا يتدخّل في شؤون الدول. هذا الحياد يمكّن لبنان من الاضطلاع بدوره الفاعل بصفته مكانًا للّقاء والحوار بين الثقافات والأديان، ومدافعًا عن السلام والتفاهم في المنطقة».

وختم الراعي رسالته: «نتطلّع بثقة وتفاؤل إلى التاسع من كانون الثاني (ديسمبر) المقبل، وهو اليوم المحدَّد لانتخاب رئيس للجمهوريّة بعد فراغ مخزٍ دام سنتين وشهرين، خلافًا للدستور، ومن دون أيّ مسوِّغ لهذا الفراغ، سوى عدم الثقة بالنفس لدى نواب الأمة، بانتظار مجيء الاسم من الخارج. وهذا حيف كبير. إنّنا نضع حدث انتخاب الرئيس في إطار السنة المقدسّة 2025 التي دعا إليها قداسة البابا فرنسيس ونتمنّاها لكم جميعًا سنة خير وبركات من نِعَم ميلاد الربّ يسوع المسيح».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته