أربيل, الاثنين 23 ديسمبر، 2024
انفرد متّى الإنجيليّ بحضور المجوس في روايته الميلاديّة. ويخبرنا أنّهم جاؤوا إلى أورشليم من المشرق في أيّام هِيرُودُسَ المَلِكِ، متسائلين: «أَينَ مَلِكُ اليهودِ الَّذي وُلِد؟ فقَد رأَينا نَجمَه في المَشرِق، فجِئْنا لِنَسجُدَ لَه».
وإذ لم يقدّم الإنجيليّ معلومات كثيرة عن هويّة هؤلاء المجوس وعددهم وعملهم، استوضحت «آسي مينا» بعض التفاصيل في حديثها مع الأب فرانك كمال، الكاهن في أبرشيّة زاخو الكلدانيّة. فبيّن أنّ «هؤلاء المجوس قدموا من بلادنا، بلاد ما بين النهرين، الواقعة حينئذٍ تحت حكم الفرس؛ فجذورهم كلدانيّة وفارسيّة».
وشرح أنّ تسمية المجوس مأخوذةٌ من اللغة الفارسيّة القديمة وتعني كهنة أو علماء فَلَك يرصدون حركة الكواكب. وأضاف: «وإذ رصدوا نجمًا غريبًا لم يتوانوا عن اتّباعه لمسافاتٍ بعيدة، من بلادهم المشرقيّة وصولًا إلى أورشليم».
وتابع كمال: «احتمالهم مشقّة هذه المسيرة الطويلة يدعونا إلى فهمٍ أعمق لهذه القصّة التي توجّه أنظارنا إلى أنّ يسوع المسيح لم يأتِ مخلِّصًا لليهود فحسب، بل للأمم جميعًا، يمثّلهم هؤلاء القادمون من المشرق والعائدون إلى ديارهم لاحقًا حاملين بشرى وكرازة استباقيّة مفعمة بمضامين دعوة الربّ: "اذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ"، فكانوا باكورة الأمميّين المؤمنين بالمسيح».