جلّوف في رسالته الميلاديّة: الرجاء لا يستسلم وسط الصعاب

من إضاءة شجرة الميلاد في كنيسة قلب يسوع الأقدس للاتين، اللاذقيّة من إضاءة شجرة الميلاد في كنيسة قلب يسوع الأقدس للاتين، اللاذقيّة | مصدر الصورة: صفحة دير اللاتين-اللاذقية في فيسبوك

على وقع ترقّب المسيحيّين، يحلّ الميلاد هذا العام في سوريا. ترقّب إزاء مسار البلاد ودورهم فيها، في ظلّ مستقبل غامض تمامًا بالنسبة إليهم؛ حتى إنّهم لا يعرفون إن كان الخامس والعشرون من هذا الشهر سيبقى عطلة رسمية أم لا.

على عتبة الميلاد المجيد، توجّه النائب الرسولي في حلب ورئيس الكنيسة اللاتينية في سوريا المطران حنّا جلوف إلى أبنائه من كهنة ورهبان وراهبات ومؤمنين برسالة روحية خالصة قال فيها: «أكتب إليكم هذه الرسالة الميلادية في خضم الأوقات الصعبة التي تمر بها بلادنا، طالبًا من الطفل الإلهي الذي سنحتفل بعيد قدومه لخلاص البشرية أن يكون معنا ويبارك أعمالنا ويساعدنا على رؤية الأشياء بعيون الإيمان والرجاء».

المطران حنّا جلوف. مصدر الصورة: آسي مينا
المطران حنّا جلوف. مصدر الصورة: آسي مينا

وتابع: «هذه السنة، أعلنها قداسة البابا فرنسيس سنة يوبيل وعنوانها "الرَّجاءَ لا يُخَيِّبُ صاحِبَه" (رومية  5:5). إنّ الرجاء يولد من المحبة ويقوم على المحبة المتدفقة من قلب يسوع المطعون على الصليب، وتظهر حياته في حياة الإيمان فينا، فتبدأ بالمعمودية، وتنمو في الانقياد لنعمة الله؛ لذا يحييها الرجاء الذي يجدّده عمل الروح القدس ويثبته دائمًا».

وأردف جلّوف: «الروح القدس بحضوره الدائم في مسيرة الكنيسة، والذي يُشعّ نور الرجاء في المؤمنين، يبقيه مضاءً مثل شعلة لا تنطفئ أبدًا، ليمنح حياتنا العون والقوة. فالرجاء لا يستسلم في الصعاب، بل يرتكز على الإيمان ويتغذى من المحبة ويسمح لنا بأن نستمر في الحياة».

من إضاءة شجرة الميلاد في كنيسة قلب يسوع الأقدس للاتين، اللاذقيّة. مصدر الصورة: صفحة دير اللاتين-اللاذقية في فيسبوك
من إضاءة شجرة الميلاد في كنيسة قلب يسوع الأقدس للاتين، اللاذقيّة. مصدر الصورة: صفحة دير اللاتين-اللاذقية في فيسبوك

وواصل رسالته: «الحياة فيها أفراح وأحزان، والمحبة تتعرض للاختبار عندما تزداد الصعاب ويبدو أنّ الرجاء ينهار أمام المعاناة والألم». وأكّد جلّوف أنّ أولى علامات الرجاء هي السلام في العالم وبخاصة في شرقنا؛ فمن حقّنا أن نحلم بأن تصمت الأسلحة وتتوقّف عن جلب الدمار والموت، وأن يعمّ السلام والوئام هذا البلد. من حقّنا أن نحلم بأن تُغلق السجون، ويعمّ العفو العام وتخفَّف الأحكام التي تهدف إلى مساعدة الأشخاص على استعادة الثقة بأنفسهم وبالمجتمع.

وزاد جلّوف: «علامات الرجاء يحتاج إليها أيضًا الشباب الذين يرون أحلامهم تنهار؛ فالمستقبل يعتمد على حماسهم واندفاعهم. نحن في حاجة إلى أن تفيض نفوسنا رجاءً، فنكون في الرجاء فرحين وفي الشدة صابرين وعلى الصلاة مواظبين، كي نشهد بطريقة صادقة وجذابة للإيمان والمحبة اللذين نحملهما في قلوبنا».

من إضاءة شجرة الميلاد في كنيسة قلب يسوع الأقدس للاتين، اللاذقيّة. مصدر الصورة: صفحة دير اللاتين-اللاذقية في فيسبوك
من إضاءة شجرة الميلاد في كنيسة قلب يسوع الأقدس للاتين، اللاذقيّة. مصدر الصورة: صفحة دير اللاتين-اللاذقية في فيسبوك

وختم: «أرجو الطفل الإلهي الذي سنحتفل بقدومه أن يبارك بلدنا وأولادنا وكلّ المواطنين ويحافظ عليهم، ليعود إلينا الاطمئنان والوئام والسلام من ربّ السلام».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته