جلدوه بوحشيّة… قدّيس تمسّك بإيمانه المسيحيّ وصبَر على آلامه

القدّيس يوليانوس القدّيس يوليانوس | مصدر الصورة: Bobby N/Pinterest

تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القدّيس يوليانوس الشهيد في تواريخ مختلفة، منها 21 ديسمبر/كانون الأوّل من كلّ عام. قدّيس نال إكليل الشهادة حبًّا بالمسيح.

ولِدَ يوليانوس في القرن الثالث في عين زربة-كيليكيا. كان أبوه وثنيًّا وأمُّه مسيحيّة سعت إلى تربيّته على أسس الإيمان القويم، حتّى تمكّنت من جعله يتميّز بمحبّته للربّ يسوع؛ فانكبّ على قراءة الكتب المقدّسة، والتأمّل في فحواها وأبعادها السامية التي تحاكي الروح والوجدان.

وحين بلغ الثامنة عشرة من عمره، كانت شرارة اضطهاد المسيحيّين مندلعة في زمن الإمبراطور الروماني ذيوكليسيانوس. فقبض عليه الحاكم مرقيانوس الفظّ، وأمره بأن يقدّم السجود للأوثان؛ إلّا أنّ يوليانوس رفض وشهدَ بأعلى صوته على إيمانه المسيحيّ. فغضِبَ الحاكم وبدأ بتعذيبه وجلده بوحشيّة. وكرَّر ذلك كي يجعله يكفر بالمسيح، لكن بلا جدوى إذ ظلّ يوليانوس ثابتًا في إيمانه لا يتزعزع رغم الآلام.

وبعد تلك المحطّة من تعذيبه، وضعه الحاكم في السجن، فجاءت أمّه إليه وراحت تحضّه على عدم الخوف والمثابرة وتحمّل الآلام حبًّا بالعريس السماويّ، حتّى اخترقت كلماتها أعماقه وازداد جرأة وعزمًا في الدفاع عن كلمة الله الحقّ. ومن ثمّ جدَّدوا جلده وكووا جراحه بالنار، وهو صابر يشكر الله ويُمجِّده. وبعدما فشلت محاولات الحاكم الشرير بتعذيب يوليانوس لجعله ينكر إيمانه، أصدر أوامره بإلقائه في البحر. وهكذا نال إكليل الشهادة في مطلع القرن الرابع. وقد صنع الربّ يسوع من خلاله كثيرًا من الآيات المقدّسة.

لِنُصَلِّ مع هذا القدّيس في عيده، كي نتعلّم على مثاله كيف نتجذّر في محبّة المسيح ونشهد لكلمته المقدّسة بكلّ جرأة وعزم، إلى أن نعانق وجهه القدوس في مجده الأبديّ المعدّ لنا.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته