أعلن البابا فرنسيس صباح اليوم في قاعة بولس السادس الفاتيكانيّة أنّ مع القدّيسة مريم العذراء تحلّ بداية جديدة، بحسب إنجيل متّى.
في نصّ «نَسَب يسوع»، مطلع الإنجيل، ليس اسمها مذكورًا كما النساء الأخريات إلى جانب الوالد والمولود منهنّ.
ففي الحالات الأخرى يُنسَب الفعل «وَلَد» إلى الرجال، بينما معها يُقال: «مريم التي وُلِدَ منها يسوع» (متّى 1: 16)، علامة على تحكّم الله بالحدث لا بالبشر.
بمَ تذكِّر أناجيل الطفولة؟
بدأ الأب الأقدس سلسلة تعاليم جديدة، ضمن المقابلة العامّة الأسبوعيّة، بعنوان: «يسوع المسيح رجاؤنا». تمتدّ السلسلة طوال يوبيل 2025. وتوقّف اليوم على «طفولة يسوع-نَسَب يسوع (متّى 1: 1). دخول ابن الله التاريخ (قراءة من متّى 1: 1-3 و15-16)». فاعتبر البابا أنّ يسوع هدف حجّنا، وهو الطريق والدرب اللذان نُدعى إلى اتّباعهما.
شرح الحبر الأعظم أنّ أناجيل طفولة يسوع تُذكّر بولادة هذا الأخير من مريم، وبالنبوءات المسيحانيّة المُتمّمة فيه، وبأبوّة يوسف. وأشار إلى أنّ إنجيل متّى يبدأ بـ«نَسَب يسوع المسيح ابن داود بن إبراهيم» وتُقرأ بعدها سلسلة أسماء موجودة في الكتاب المقدّس العبري بغية إظهار الحقيقة التاريخيّة وحقيقة الحياة البشريّة.
وذكر فرنسيس أنّ هذا النصّ يُظهِر أسماء شخصيّات إشكاليّة، ويركّز على خطيئة الملك داود، ويُختم بالكلام على مريم والمسيح. ورأى أنّ حقيقة الحياة البشريّة تبدو في النصّ عبر ثلاثة أمور تُعطى من جيل إلى جيل: اسم يحوي هويّة ورسالة خاصّتَيْن، والانتماء إلى عائلة وشعب، والالتصاق الإيمانيّ بإله إسرائيل.
خمس نساء في نسب يسوع
أضاف الأب الأقدس أنّ النصوص التي تتحدّث عن نَسَبٍ ما في الكتاب المقدس تؤكّد أن أحدًا لا يُعطي الحياة من ذاته بل يتلقّاها من آخرين. وزاد أنّ هذا النَسَب في إنجيل متّى يختلف عن تلك الموجودة في العهد القديم. ففي العهد القديم تحضر أسماء ذكور أمّا في النَسَب المكتوب بإنجيل متّى فتُذكر خمس نساء أيضًا: تامار وراحاب وراعوت وبتشابع ومريم.
وأوضح الحبر الأعظم أنّ ما يجمع أوّل أربع نساء ليس خطيئتهنّ، كما يُقال غالبًا، بل أنهنّ غريبات عن شعب اسرائيل. فمتّى سعى عبرهنّ إلى إظهار وجود عالم الأمَم في نسب يسوع. ومع هذا النَسَب، على حدّ قول البابا، يبدو دخول ابن الله إلى العالم مثل جميع أبناء البشر.
وفي الختام، طلب البابا فرنسيس من الحاضرين إيقاظ ذكرى أسلافهم في دواخلهم. وسَألَهم شُكر الله من خلال الأمّ الكنيسة التي ولدتنا إلى الحياة الأبديّة، حياة المسيح الذي هو رجاؤنا.