بيروت, الثلاثاء 17 ديسمبر، 2024
هدأت أصوات العنف في لبنان وعلت أصوات الميلاد فرحًا وزحمةً وترنيمًا. مشهدُ بيروت وسائر المدن والبلدات اليوم لا يشبه ذاك الذي فرضته الحرب طوال شهرين وبضعة أيام. لا تقتصر الحركة الميلاديّة على اللبنانيين الذين صمدوا في بلدهم، بل تتّسع رقعتها لتشمل مغتربين حزموا أمتعتهم استعدادًا لعيش أجواء الميلاد وبهجته مع ذويهم في الأرض الأمّ.
يستعيد مطار بيروت الدولي حركته الطبيعيّة تدريجيًّا، ويُتوقّع أن تزدحم صالاته وأروقته نهاية هذا الأسبوع مع عودة عدد من المغتربين لتمضية إجازة عيدَي الميلاد ورأس السنة مع عائلاتهم. أمّا من غلبتهم الظروف وما استطاعوا إلى العودة سبيلًا، فلا تغيب عنهم أجواء ميلاد الربّ يسوع وذكر الوطن رغم المسافات.
البداية في فرنسا وتحديدًا مرسيليا حيث أحيت جوقة سيدة لبنان، بتوجيه من الوكيل البطريركي وخادم الرعيّة الخورأسقف بول كرم، ريسيتالين ميلاديّين في كنيسة الرعيّة وفي بازيليك القلب الأقدس. حضر الاحتفالَين أبناء الرعايا وكهنة قطاع المنطقة وحشد من المؤمنين. وتخلّلت الريسيتالين ترانيم ميلادية شرقيّة وغربيّة.
وشكر كرم الأب أوليفيه خادم البازيليك على «استقباله اللبنانيّين ودعمه المبادرة التي تعزّز التواصل بين لبنان وطن الرسالة وبلدان الانتشار». وشدّد على أنّ «هذا النشاط تضامنت فيه أخويّة الرعيّة وشبيبتها ليعود ريعه لدعم رعايا جنوب لبنان التي عانت كثيرًا في خلال الشهرين الماضيين، بالتنسيق مع البطريركيّة المارونيّة وكاريتاس لبنان».