البابا فرنسيس: نجوتُ من هجوم مزدوج في العراق

البابا فرنسيس يلتقي السلطات السياسيّة والمجتمع المدنيّ والسلك الدبلوماسيّ في قصر رئاسة الجمهوريّة في العاصمة العراقيّة بغداد يوم 5 مارس/آذار 2021 البابا فرنسيس يلتقي السلطات السياسيّة والمجتمع المدنيّ والسلك الدبلوماسيّ في قصر رئاسة الجمهوريّة في العاصمة العراقيّة بغداد يوم 5 مارس/آذار 2021 | مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

كشف البابا فرنسيس أنّه نجا في خلال زيارته العراق في مارس/آذار عام 2021 من هجوم انتحاريّ مزدوج في مدينة الموصل.

في كتابٍ جديدٍ بعنوان «ارْجُ»، باللغة الإيطاليّة «سبيرا»، يصدر في 14 يناير/كانون الثاني المقبل ويسرد قصّته الشخصيّة، أخبر الأب الأقدس عن انتحاريّين استعدّوا لتنفيذ هجوم ضدّه في خلال زيارته البلاد.

نُصِحتُ بعدم الذهاب

بحسب ما كتبت جريدة «كوريير ديلّا سيرا» الإيطاليّة صباح اليوم عن الوقائع المذكورة في الكتاب، قال الحبر الأعظم إنّ غالبية الأشخاص نصحوه بعدم الذهاب في تلك الرحلة الرسوليّة إلى الأرض المُدَمَّرة بالعنف التطرّفي والتدنيس الجهاديّ؛ بخاصّة أنّ جائحة كوفيد-19 لم تكن قد انتهت بعد والخطر الأمني كان مرتفعًا جدًّا.

«لكنّني أردتُ الذهاب حتّى الأخير. شعرتُ بأنّ عليّ فعل ذلك»، أضاف فرنسيس. وزاد أنّه شعر بالحاجة إلى الذهاب لملاقاة «جدّنا إبراهيم» الذي منه تحدّر اليهود والمسيحيّون والمسلمون. وأكّد الحبر الأعظم أنّه لم يكن سيقبل بتخييب أمل العراقيّين. فقبلها بعشرين سنة، لم يتمكّن البابا يوحنّا بولس الثاني من زيارة البلاد بسبب رفض الرئيس العراقيّ حينها، صدّام حسين، للرحلة.

أثر مدينة الموصل في قلبه

شكّلت مدينة الموصل «جرحًا في قلب» البابا، كما ينقل الكتاب. فقد أثّرت فيه المدينة وعندما شاهدها من الهليكوبتر تركت أثرًا فيه شبيهًا «بتلقّيه للكمة». فالمدينة القديمة ومساحة التعايش العابقة بالتاريخ والتقليد والحضارات تحوّلت إلى أنقاض بعدما حكمها تنظيم داعش لثلاث سنوات. وبينما جال فوقها، بدت المدينة كما لو أنّها صورة «بالأشعّة السينيّة لماهيّة الكره».

الانتحاريّة المهدِّدة لحياة البابا

كشف الأب الأقدس أنّ فور وصول رحلته إلى بغداد، أبلغ البوليس الحرس الفاتيكانيّ المرافق له أنّ المخابرات الإنجليزيّة أوصلت معلومة تفيد بأنّ امرأة انتحاريّة صغيرة في السنّ كانت تتوجه إلى الموصل كي تفجّر نفسها في خلال زيارة البابا المدينة. وكانت شاحنة قد انطلقت بسرعة كبيرة للغرض عينه، لكنّ الرحلة لم تتوقّف على الرغم من ذلك.

لقاء السيستانيّ أسعدَ نفسي

عن زيارته النجف، قال البابا إنّ لقاءَه آية الله السيد علي الحسيني السيستاني «أسعد نفسه وشرّفه». واعتبر استقبال السيستاني له في منزله أكثر تعبيرًا من جميع الكلمات والإعلانات والوثائق لأنّ فيه الصداقة والانتماء للعائلة الواحدة. وحمل البابا معه «كنعمة ثمينة» تذكير السيستاني بالقول: «البشر إمّا إخوة في الدين أو متعادلون في الخلق».

وعندما سأل البابا في اليوم التالي لزيارة السيستاني الدرك الفاتيكانيّ عن الهجومَيْن المفترضَيْن أجابه القائد باختصار: «لم يعودا موجودَيْن». وقد أثّرت هذه الإجابة في فرنسيس أيضًا لأنّ هذين الهجومين كانا ثمرة للحرب المُسمِّمَة، لكنّهما اضمحلّا.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته