أسبوع على التغيير… كنائس سوريا تقرع أجراس الأمل

من القدّاس الإلهيّ في الكاتدرائيّة المريميّة للروم الأرثوذكس-دمشق من القدّاس الإلهيّ في الكاتدرائيّة المريميّة للروم الأرثوذكس-دمشق | مصدر الصورة: لمى غصن/آسي مينا

بعد أكثر من 13 سنة من الموت والقهر والدمار، عادت نواقيس كنائس سوريا لتُقرَع رجاءً. هو الأمل بولادة سوريا الجديدة؛ الأمل الذي شكّل فقدانه وجع السوريين الأكبر.

شهدت كنائس سوريا أمس الأحد إقبالًا كثيفًا للمؤمنين في جميع المدن والبلدات؛ فصلّوا بحرّية وروح متجدّدة من دون تسجيل أي حالة اعتداء أو تضييق. وكان لافتًا وضع زينة الميلاد على الواجهة الخارجية للكنائس، وأيضًا في بعض الأحياء ذات الحضور المسيحي. وأعلنت كنيسة اللاتين في اللاذقية عن إضاءة شجرة الميلاد مساء غد الثلاثاء.

من القدّاس الإلهيّ في كنيسة اهتداء القدّيس بولس للاتين-دمشق. مصدر الصورة: لمى غصن/آسي مينا
من القدّاس الإلهيّ في كنيسة اهتداء القدّيس بولس للاتين-دمشق. مصدر الصورة: لمى غصن/آسي مينا

وفي خلال احتفاله بقداس الأحد في كنيسة الصليب المقدس-دمشق، شدّد بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي على أنّ المسيحيين ليسوا ضيوفًا في هذه الأرض، بل هم من عتاقة سوريا ومن ياسمين الشام ومن أنطاكيا الرسولية؛ هذه الديار التي صبغت المسكونة باسم يسوع المسيح.

وتوجّه إلى المسلمين بالقول: «إخوتي المسلمين، ما بين الـ"نحن" والـ"أنتم" تسقط الواو، ويبقى نحن أنتم، وأنتم نحن. فنحن معًا أصحاب تاريخ مشترك بجميع صواعده ونوازله، ومصيرنا واحد».

من القدّاس الإلهيّ في كاتدرائيّة مار جرجس للسريان الأرثوذكس-دمشق. مصدر الصورة: لمى غصن/آسي مينا
من القدّاس الإلهيّ في كاتدرائيّة مار جرجس للسريان الأرثوذكس-دمشق. مصدر الصورة: لمى غصن/آسي مينا

وعن ملامح سوريا المستقبل شرح يازجي: «نريدها دولة مدنية يتساوى فيها الجميع بالحقوق والواجبات، بما في ذلك الحفاظ على قوانين الأحوال الشخصية لكلّ مكوِّن. نريدها دولة المواطنة والعيش المشترك والسلم الأهلي؛ دولة قانون فيها احترام للأديان والحريات وحقوق الإنسان، ودولة ديمقراطية يجري تداول السلطة فيها بطريقة سلمية».

وأشار يازجي إلى أنّ الضامن لتحقيق كلّ ما سبق هو صياغة دستور جديد. وذكر أنّ المسيحيين ليسوا مادة للتجارة الإعلامية، محذّرًا من الإشاعات التي تُبثّ في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي.

من القدّاس الإلهيّ في كنيسة القدّيس يوسف للروم الملكيّين الكاثوليك-دمشق. مصدر الصورة: لمى غصن/آسي مينا
من القدّاس الإلهيّ في كنيسة القدّيس يوسف للروم الملكيّين الكاثوليك-دمشق. مصدر الصورة: لمى غصن/آسي مينا

في السياق نفسه، دعا بطريرك السريان الكاثوليك إغناطيوس يوسف الثالث يونان في بيان إلى قيام حكومة انتقالية تلتزم بمعايير الشفافية والمسامحة والعدالة بين كلّ المواطنين، وتؤمّن عملية انتقال هادئة للحكم، وتحمي السوريين من الانتقام والتشفّي. وحذّر من أيّ مغامرة تهدف إلى تغيير ديموغرافي أو ديني في البلاد.

من القدّاس الإلهيّ في كنيسة النبيّ الياس للروم الأرثوذكس-حلب. مصدر الصورة: آسي مينا
من القدّاس الإلهيّ في كنيسة النبيّ الياس للروم الأرثوذكس-حلب. مصدر الصورة: آسي مينا

كذلك، تزامنت القداديس مع عودة الطلاب أمس إلى المدارس والجامعات. وكشف مدير مدرسة الورود للروم الملكيين الكاثوليك في حلب جورج دايخ لـ«آسي مينا» أنّ المدارس المسيحية فتحت أبوابها لطلابها ابتداءً من اليوم، مع بقاء الأحد يوم عطلة إضافةً إلى يوم السبت. وكشف أنّ الطاقم الإداري والخدمي في المدرسة عمل قبل أيام على إزالة رموز الحكم القديم ووضع علم سوريا الجديد.

كنيسة قلب يسوع الأقدس للموارنة-حلب. مصدر الصورة: آسي مينا
كنيسة قلب يسوع الأقدس للموارنة-حلب. مصدر الصورة: آسي مينا

يُذكر أنّ مع اقتراب عيد الميلاد، أطلقت أخويات وجماعات كنسية في سوريا مبادرات إنسانية وخدمية وروحية، كزيارة كبار السنّ، وتنظيف الشوارع وطلاء الأرصفة وتجميلها، وتوزيع مناشير توعوية، وتنظيم معارض ميلادية تحوي نقاط بيع، وإحياء أمسيات ترانيم وصلاة.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته