بيروت, الأحد 15 ديسمبر، 2024
تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار الشهيدين ألوتاريوس وأمّه في 15 ديسمبر/كانون الأوّل من كلّ عام.
أبصر ألوتاريوس النور في مدينة روما عام 70. كان والده أوجانيوس من قضاة المدينة، لكنّه مات بينما كان ابنه طفلًا. فربّته أمّه آنثيا المشتعلة بروح التقوى على أسس الإيمان المسيحيّ التي كانت قد بلغتها عن بولس الرسول. وهكذا تسلّح ألوتاريوس بمحبّة المسيح وعيش الفضيلة. كما سلّمته والدته إلى البابا القدّيس أناكليتوس الذي اهتمّ بتثقيفه، فحصّنه بالعلوم الدينيّة ودرس الكتب والقوانين المقدسة، حتّى أصبح متمكّنًا منها.
رسمه البابا أناكليتوس شماسًا ومن ثمّ كاهنًا. وبعدها رسمه البابا إسكندر الأوّل أسقفًا وكان عمره عشرين سنة، وسلّمه الرعيّة التي تقع في إقليم إليريا، فأدار كنيسته بكلّ غيرة وأمانة رسوليّة.
وفي أيّامه اندلعت شرارة اضطهاد المسيحيّين على يد الملك أدريانوس، فقبض عليه حاكم مدينة سيينا وأمره بتقديم السجود للأوثان. لكنّ ألوتاريوس رفض أوامره بكلّ جرأة، وعبّر عن محبّته للمسيح مؤكّدًا أنّه لا يسجد إلّا له وحده. عندئذٍ، أمر ذلك الحاكم الشرير بتعذيبه. فعمد الجلّادون إلى ضربه بالسياط وإلقائه على سرير محمّى بالنار، وبعدها سكبوا الزيت المغلي عليه. وأمام هول الآلام ظلّ القدّيس صابرًا يمجّد المسيح ويشكره. فدُهش الحاكم ممّا أبصره، وآمن هو وجميع الذين كانوا معه.