رؤساء كنائس القدس في رسالة الميلاد: نواصِل الصلاة ونطالب بوقف النار

من اجتماع سابق لبطاركة ورؤساء الكنائس في القدس من اجتماع سابق لبطاركة ورؤساء الكنائس في القدس | مصدر الصورة: بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس

تتواصل الحرب في الأراضي المقدّسة وتحديدًا في غزة، ومعها تتواصل آلام المسيحيّين وآمالهم بسلام موعود في زمن ميلاد ملك السلام. وأمام بقاء مشهد العنف والدمار على حاله للميلاد الثاني على التوالي، خرج بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس برسالة العيد لهذا العام، متمنّين وقف النار وداعين إلى مواصلة الصلاة.

قال رؤساء الكنائس في بيانهم: «في هذه الأيام الحالكة التي تعصف بها الحروب والصراعات وتغلّفها حالة من عدم اليقين في منطقتنا، نؤكد نحن بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس الرسالة الميلادية الأزلية، رسالة النور الحقيقي الذي يسطع في الظلمة، ميلاد ربّنا ومخلّصنا يسوع المسيح في بيت لحم».

وأكّدوا أنّ «ميلاد المسيح هو اللحظة التي أضاء فيها نور خلاص الله العالم للمرة الأولى، لينير قلوب كلّ الذين يقبلونه، سواء في تلك الأزمنة أم في يومنا هذا؛ إنّه النور الذي يمنح نعمة فوق نعمة لكلّ من يسير في طريقه، متجاوزًا قوى الشرّ التي تسعى من دون هوادة إلى تدمير خليقة الله».

وأضاف البيان: «اليوم، وبينما لا تزال الحروب تطحن الأبرياء وتسبّب معاناة لا توصف لملايين البشر في منطقتنا وحول العالم يبدو وكأن شيئًا لم يتغير خارجيًّا. لكن في العمق، إنّ ميلاد سيدنا يسوع المسيح أطلق ثورة روحية مستمرة تحوّل القلوب والعقول نحو طرق العدل والرحمة والسلام».

وتابع: «بالنسبة إلى العائلات المؤمنة في الأراضي المقدسة، وأولئك الذين انضموا إلينا من جميع أنحاء العالم، فإنّ رسالتنا هي أن نشهد لنور سيدنا المسيح المقدس في الأماكن حيث ولد، وخدم البشرية، وبذل نفسه عنّا، ثم قام من القبر إلى حياة جديدة. نفعل ذلك من خلال عبادتنا له في الأماكن المقدسة، واستقبال الحجّاج والزوار، وإعلان إنجيله المقدّس، والاستمرار في خدمات التعليم والشفاء وأعمال الرحمة، والدعوة إلى إطلاق المأسورين وإرسال المنسحقين في الحرية».

وأردف رؤساء الكنائس: «في روح الميلاد المفعمة بالرجاء، نشكر الله القدير على وقف إطلاق النار الذي تحقق أخيرًا بين بعض الأطراف المتنازعة في منطقتنا، ونطالب بتوسيع هذه الخطوة لتشمل غزة وجميع المناطق التي تعاني ويلات الحروب. كما نجدّد نداءنا للإفراج عن الأسرى والمعتقلين، وعودة المشردين والمهجرين، وعلاج المرضى والجرحى، وتوفير الطعام والشراب للجوعى والعطشى، واستعادة الممتلكات المنهوبة أو المهددة، وإعادة إعمار كلّ ما دمرته الحروب من منشآت عامة وخاصة».

وختم البيان: «في خلال هذا الموسم الميلادي المقدس وما بعده، ندعو كلّ المسيحيين وأصحاب النوايا الحسنة حول العالم للانضمام إلينا في الصلاة والعمل لتحقيق هذه الرسالة النبيلة، سواء في موطن السيد المسيح أم في أيّ مكان حيث يعاني البشر النزاعات والآلام؛ لأنّنا معا، وبهذه الطريقة، نكرّم حقًّا رئيس السلام الذي وُلد متواضعًا في مذود في بيت لحم قبل أكثر من ألفَي عام».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته