كيف نستثمر الذكاء الاصطناعيّ لقراءة أعمق في الكتاب المقدّس؟

يساعد الذكاء الاصطناعيّ الباحثين واللاهوتيّين في تحليل النصوص الكتابيّة بلغاتها الأصليّة يساعد الذكاء الاصطناعيّ الباحثين واللاهوتيّين في تحليل النصوص الكتابيّة بلغاتها الأصليّة | مصدر الصورة: Shutterstock AI Generator

يقدّم الذكاء الاصطناعيّ خدماتٍ وافية في الدراسات الكتابيّة، إذ يختزل للمؤمن الباحث عن المعرفة زمن الحصول على المعلومة. كما يوفّر ترجمات حقيقيّة دقيقة للكتاب المقدّس عن العبريّة واليونانيّة، ويتيح مصادر لا حَصْر لها ومعلوماتٍ في مختلف العلوم.

شرح الأب ميسّر المخلّصي من رهبنة الفادي الأقدس في حديثه إلى «آسي مينا» إسهام الذكاء الاصطناعي في الدراسات الكتابيّة عبر تحليل النصوص وتقديم فهم أعمق لها. وأوضح أنّ الذكاء الاصطناعيّ يساعد الباحثين واللاهوتيّين في تحليل النصوص الكتابية بلغاتها الأصليّة، فاتحًا الباب أمام فهمٍ أعمق للمعاني الخفيّة.

رؤًى جديدة

تابع المخلّصي: «تستخدم منصّات وبرامج وتطبيقات عدّة الذكاء الاصطناعيّ لتحليل النصوص الكتابية مُقَدِّمةً رؤًى جديدة حول التركيبة اللغويّة والتاريخيّة». وبيّن أنّ أدوات مماثلة تمكّن الباحثين من اكتشاف حقائق جديدة حول الكتاب المقدّس لم تكن ممكنة في العصور السابقة.

وأشار إلى أنّ استخدام الذكاء الاصطناعيّ يقدّم فرصًا جديدة في التعليم المسيحيّ، ويعرض نصوص الكتاب المقدّس بشكل مبسَّط، «لا سيّما مع وجود تطبيقات ذكيّة يمكنها تقديم برامج تعليميّة موجّهة، اعتمادًا على احتياجات كلّ مؤمن، وتوفّر تفاسير ودروسًا تأمّليّة تناسب المستويَين الروحيّ والمعرفيّ لكل شخص».

الزمن وقتٌ للصلاة

أردف المخلّصي: «فيما يساعد الذكاء الاصطناعيّ الإنسانَ في السيطرة على الزمن، عدوّه الذي يسابقه هاربًا من الموت، يقدّم الإيمان وعيًا مغايرًا بالزمن ودعوةً إلى فهمه بصفته وقتًا للصلاة والراحة، يعي الإنسان عبره مسؤوليّة حياته من خلال ولادة روحيّة، بلا خوف من الماضي الذي لا يمثّل لدى الذكاء الاصطناعيّ سوى خزينٍ معلوماتيّ؛ فيصبح في الإيمان زمنَ غفرانٍ وعبور إلى ولادة تتجدّد كلّ يوم، يتجلّى فيها حضور الإنسان في العالم ويتعمّق».

وعدّ الإنسانَ غير محتاجٍ إلى عمرٍ مديد ليمنح حياته معناها ويحقّق إمكانيّات وجوده، بقدر حاجته إلى إعطاء زمن وجوده معنًى فيحقق بذلك السعادة الحقيقيّة. إذ يقدّم الكتاب المقدّس عبر دعوته الإنسان: «احفظ يوم الربّ» و«ادخل إلى راحتي»، حلًّا لمشكلة الذكاء الاصطناعيّ وهي الانشغال.

علائقيّة حبّ متبادلة 

أشار المخلّصي إلى أنّ «محاولة استغلال كلّ لحظة من زمن وجودنا تنسينا أن نعيش الحياة بمعناها الحقيقيّ في علائقيّة حبّ متبادلة مع الآخر ومع الله، مُمَيِّزةً الإنسان عن باقي الكائنات؛ فحين يحيا في شركة دائمة مع الله، يحيا ملكوته الأبديّ».

على الرغم من قدراته الهائلة والمهمّة في إغناء حصيلة الإنسان المعرفيّة، يبقى الذكاء الاصطناعيّ قاصرًا عن وهب الإنسان السلام الداخليّ، وهو غاية الكتاب المقدّس، وعاجزًا عن منح الصداقة أو الحبّ. لذا، يجب التنبّه إلى أنّ زخم المعلومات لا يعطي الإنسان الإيمان، وهو في أمسّ الحاجة إليه؛ فالإيمان وحده يعطي الحياة معناها الحقيقي.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته