الأب حنّا اسكندر في عيد قدّيس كفيفان: الحرديني رجل إصلاح وعمران

الأب حنّا اسكندر الأب حنّا اسكندر | مصدر الصورة: الأب حنّا اسكندر

تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار القدّيس نعمة الله الحرديني في 14 ديسمبر/كانون الأوّل من كلّ عام. وبهذه المناسبة، يطلّ عبر «آسي مينا» الأب د. حنا اسكندر من الرهبانية اللبنانية المارونية، ليُخبرنا عن هذا القدّيس المُعلِّم والمُدبِّر، وما تميّز به حتّى بلغ حدود القداسة.

ينطلق اسكندر: «الأب نعمة الله الحرديني قدّيس عظيم، أجرى إصلاحات في الرهبنة، وهو رجل عمران. عاش الفقر، وكان معلّمًا للأطفال وطلّاب اللاهوت، فتميّز بمحبّته لهم وبهدوئه وشرحه المتكرّر بلا تعب، كما كان مدبّرًا حكيمًا».

ويردِفُ: «أمّا في ما يخصّ القول إنّ القدّيس شربل هو تلميذه، فأنا أشكّ في ذلك؛ أوّلًا لأنّه كان تلميذًا للأب أليشاع، وهو شقيق القدّيس نعمة الله الحرديني. ومن ثمّ حين درس شربل اللاهوت، كان الحرديني وقتها مدبّرًا. لكن من المحتمل أنّ القدّيس شربل قد التقاه وشارك في رياضات روحيّة معه واعترف عنده، ولكن من المؤكّد أنّه حضر دفنه برفقة خاله الأب دانيال الذي كان مرشدًا للقدّيس الحرديني».

ويكشِفُ اسكندر: «في أيّام قدّيس كفيفان، كان المسؤولون داخل السلطة الدينيّة يتّبعون نهجًا سياسيًّا، لكنّ الحرديني اشتهر بنزاهته وصدقه واستقامته، ونقاء قلبه وفكره. لم يُنْتَخَبِ قطّ إنّما عُيِّنَ ثلاث مرّات مدبّرًا من قبل روما». ويُضيفُ: «كان هذا القدّيس رجل صلاة وفكر، واتّصف بشخصيّته الحازمة والعطوفة في الوقت نفسه. فحين حاول البطريرك في عصره التدخّل في شؤون الرهبنة، منعه وقال له: "نحن نُعيَّن من قبل روما". وفي عصره أيضًا، كان كلّ مدبّر يرافقه أحد الحرّاس، أمّا هو فلم يكن يقبل أن يرافقه أحد. ولم يتوقّف عن العمل في تجليد الكتب حين كان مدبّرًا».

الأب حنّا اسكندر. مصدر الصورة: الأب حنّا اسكندر
الأب حنّا اسكندر. مصدر الصورة: الأب حنّا اسكندر

ويؤكّد اسكندر: «غاص الحرديني في أسرار الله فأعطاه موهبة صنع العجائب في حياته. وحين رقد بعطر القداسة في 14 ديسمبر/كانون الأوّل 1858، ومنذ اليوم الأوّل لوفاته، سطع نور عظيم من قبره، وتدفّقت المعجزات بقوّة المسيح، فتقاطر الناس بدافع الإيمان ليشهدوا لهذا الحدث الخارق للطبيعة الذي بشّر بولادة قدّيس كفيفان». ويُتابِعُ: «أمّا المعجزة التي صنعها، وكانت السبب في فتح ملفّ تقديسه، فهي شفاء الكاهن أندريه نجم من مرض سرطان الدم بعدما عجز الطبّ عن صنع أيّ شيء له».

ويختم اسكندر: «القدّيس نعمة الله الحرديني يدعونا كلّنا كي نبلغ القداسة، هو من عرف النزاعات والحروب في عصره، داخل الكنيسة وخارجها، وكان يتخطّاها بنعمة الصلاة التي كانت تساعده في بلوغ السلام الداخليّ، وسط جميع التحدّيات. يبقى قدّيس كفيفان المثل الأكبر في حياتنا، وكيف حافظ على سلامه الداخليّ لأنّ الله كان معه باستمرار. لن تنتهي المشكلات في لبنان أو في قلوب البشر، إلّا عندما يلتقي الإنسان ربّه ويبلغ سلام القلب سائرًا في طريق القداسة».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته