بيروت, السبت 14 ديسمبر، 2024
تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بتذكار القدّيس نعمة الله الحرديني في 14 ديسمبر/كانون الأوّل من كلّ عام. وبهذه المناسبة، يطلّ عبر «آسي مينا» الأب د. حنا اسكندر من الرهبانية اللبنانية المارونية، ليُخبرنا عن هذا القدّيس المُعلِّم والمُدبِّر، وما تميّز به حتّى بلغ حدود القداسة.
ينطلق اسكندر: «الأب نعمة الله الحرديني قدّيس عظيم، أجرى إصلاحات في الرهبنة، وهو رجل عمران. عاش الفقر، وكان معلّمًا للأطفال وطلّاب اللاهوت، فتميّز بمحبّته لهم وبهدوئه وشرحه المتكرّر بلا تعب، كما كان مدبّرًا حكيمًا».
ويردِفُ: «أمّا في ما يخصّ القول إنّ القدّيس شربل هو تلميذه، فأنا أشكّ في ذلك؛ أوّلًا لأنّه كان تلميذًا للأب أليشاع، وهو شقيق القدّيس نعمة الله الحرديني. ومن ثمّ حين درس شربل اللاهوت، كان الحرديني وقتها مدبّرًا. لكن من المحتمل أنّ القدّيس شربل قد التقاه وشارك في رياضات روحيّة معه واعترف عنده، ولكن من المؤكّد أنّه حضر دفنه برفقة خاله الأب دانيال الذي كان مرشدًا للقدّيس الحرديني».
ويكشِفُ اسكندر: «في أيّام قدّيس كفيفان، كان المسؤولون داخل السلطة الدينيّة يتّبعون نهجًا سياسيًّا، لكنّ الحرديني اشتهر بنزاهته وصدقه واستقامته، ونقاء قلبه وفكره. لم يُنْتَخَبِ قطّ إنّما عُيِّنَ ثلاث مرّات مدبّرًا من قبل روما». ويُضيفُ: «كان هذا القدّيس رجل صلاة وفكر، واتّصف بشخصيّته الحازمة والعطوفة في الوقت نفسه. فحين حاول البطريرك في عصره التدخّل في شؤون الرهبنة، منعه وقال له: "نحن نُعيَّن من قبل روما". وفي عصره أيضًا، كان كلّ مدبّر يرافقه أحد الحرّاس، أمّا هو فلم يكن يقبل أن يرافقه أحد. ولم يتوقّف عن العمل في تجليد الكتب حين كان مدبّرًا».