نشط فريق «إدّلل أغاتي» العراقي في إقامة أسواقٍ خيريّة عدّة أخيرًا بالتزامن مع اقتراب الاحتفال بأعياد الميلاد ورأس السنة الجديدة، ساعيًا إلى جمع أكبر قَدْرٍ ممكن من التبرّعات للمساعدة في بثّ البهجة في قلوب المحتاجين ليعيش الجميع، بلا تمييز، فرحة الأعياد.
وأبرز الدكتور بشّار غزوان مؤسّس الفريق في حديثه إلى «آسي مينا» تنوّع أفراد الفريق. ووصفهم بأنّهم «باقة زهور من مكوّنات العراق المتنوّعة، ينتمون إلى دياناتٍ وقوميّاتٍ مختلفة، اجتمعوا على حبّ الخير».
شمّاس ومرنّم
لم يكتفِ غزوان بعيش مسيحيّته في إطار خدمته الكنسيّة شمّاسًّا ومرنِّمًا وناشطًا فاعلًا في شبيبة كنيسته «سيّدة البشارة الكلدانيّة» في بغداد، فبادر إلى تأسيس هذا الفريق الشبابيّ التطوّعيّ لمساعدة المحتاجين، بالتعاون مع أصدقائه، مجسّدين معًا قيم المحبّة والأخوّة والتراحم.
ينشط الفريق بين طلبة الجامعات العراقيّة. ووصف غزوان سعادته بنموّ فريقه من فكرةٍ في رأس شخصٍ واحدٍ، ليضمّ اليوم قرابة ألفَي متطَوِّع: «يمكنني القول إنّ فريقنا أشبه بـ"حَبَّةِ خَرْدَل... أَصْغَرُ جَمِيعِ الْبُزُورِ... وَلكِنْ مَتَى زُرِعَتْ تَطْلُعُ وَتَصِيرُ أَكْبَرَ جَمِيعِ الْبُقُولِ… حَتَّى تَسْتَطِيعَ طُيُورُ السَّمَاءِ أَنْ تَتَآوَى تَحْتَ ظِلِّهَا"».
واستذكر شروع الفريق بـ«حملة الألف» إذ «كانت مبادرتنا الأولى جمع تبرّع بسيط مقداره ألف دينارٍ عراقيٍّ، ما يعادل قرابة 0.75 دولار، وشجَّعَنا التجاوب الكبير على الاستمرار وتنويع مبادراتنا».
ومع جائحة كورونا، سعوا إلى تأمين حاسوبٍ لمساعدة أحد الطلبة على متابعة دراسته عن بُعْد، وتتابعت الخطوات. وفي هذا الصدد قال غزوان: «أسهمَ فريقنا في توفير آلاف قطع الملابس ومئات الأجهزة المنزليّة الضروريّة لمحتاجيها. وإلى جانب تأمين الأغذية والأدوية، نسعى إلى توفير فرص عملٍ مناسبة للعائلات المحتاجة، فضلًا عن الدعم الماليّ لمحتاجي العمليّات الجراحيّة والمساندة المعنويّة لمرضى السرطان».
عيشوا الحلم على طريقنا
وجّه أعضاء الفريق، وجُلّهم من طلبة الجامعات، اهتمامهم الأكبر نحو التعليم، فأطلقوا حملة «حلم» لتأمين تجهيزات مدرسيّة لمحتاجيها مع بدء العام الدراسيّ، وحملة «على طريقنا» لمساعدة تلاميذ السادس الإعداديّ في استكمال دراستهم بنجاحٍ عبر جمع كرّاسات الدروس ومَلازمها من خريجي الإعداديّة، وتوزيعها على محتاجيها.
وتابع غزوان: «إلى جانب دعمهم نفسيًّا ومعنويًّا في هذه المرحلة المهمّة، يقدّم أعضاء فريقنا بأنفسهم شروحًا لما صَعُب من مواد المناهج الدراسيّة للطلبة غير القادرين. وفي إطار دعمنا التعليم أنشأنا أيضًا متجرًا إلكترونيًّا خيريًّا، يدعم ريعه نشاطاتنا الخيريّة».
وختم غزوان مشجِّعًا الجميع على فعل الخير، بخاصّة أنّنا مقبلون على موسم الأعياد. وتمنّى أن يسهِم عمل فريق «إدّلل أغاتي» في توفير عيشٍ كريمٍ وفرصٍ تعليميّة أفضل لمحتاجيها: «أملنا إحداث فرق في حياة من نخدمهم وتمكين الجميع من عيش أفراح الأعياد معًا».