شفاعة العذراء مريم بين وقف إطلاق النار في لبنان وسقوط النظام السوريّ

منحوتة للعذراء ملكة السلام في كنيسة القدّيسة مريم الكبرى-روما، وغارةٌ على إحدى البلدات الجنوبيّة في لبنان في أكتوبر/تشرين الأوّل الماضي منحوتة للعذراء ملكة السلام في كنيسة القدّيسة مريم الكبرى-روما، وغارةٌ على إحدى البلدات الجنوبيّة في لبنان في أكتوبر/تشرين الأوّل الماضي | مصدر الصورة: آسي مينا/مؤسّسة «عون الكنيسة المتألّمة»

وسط تسارع الأحداث في الشرق الأوسط في الأسابيع الأخيرة، من وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل إلى سقوط النظام السوري، توقّف مسيحيّون في المنطقة على تزامن هذَيْن الحدثَيْن مع تذكارَيْن ليتورجيَّيْن مريميَّيْن. واعتبر بعضهم أنّ ذلك علامة سماويّة على شفاعة السيّدة العذراء لهم.

ففي لبنان وسوريا إكرام المسيحيّين لمريم العذراء كبير. وقد كرّس البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي لبنان للعذراء مريم عام 2013.

وقف إطلاق النار في عيد الأيقونة العجائبيّة

بعد حربٍ دامت أكثر من سنة منذ أكتوبر/تشرين الأوّل 2023 وتصعيد عسكريّ كبير انطلق في سبتمبر/أيلول الماضي، بدأ تنفيذ وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل عند الساعة الرابعة من صباح 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. فكتب كثيرون من اللبنانيّين على مواقع التواصل الإجتماعيّ أنّ بدء وقف النار في يوم تذكار سيدة الأيقونة العجائبيّة «ليس مصادفة»، إذ إنّ شفاعة العذراء مريم حملت الخلاص إلى البلاد.

واعتبر بعضهم ذلك أعجوبة حصلت بشفاعتها. وذكّروا بأنّ وقف إطلاق النار في «حرب تمّوز 2006» بين حزب الله وإسرائيل حصل ليلة عيد انتقال السيّدة العذراء إلى السماء في 14 أغسطس/آب من العام نفسه.

«ولادة جديدة» لسوريا في عيد الحبل بلا دنس

هذه القراءة المريميّة للحدث لم تتوقّف على لبنان. فمع سقوط النظام السوري يوم عيد سيّدة الحبل بلا دنس، 8 ديسمبر/كانون الأوّل الفائت، وانتقال الرئيس بشّار الأسد إلى روسيا، رأى مسيحيّون سوريون ولبنانيون على مواقع التواصل الاجتماعي أنّ حصول ذلك في هذا التاريخ تأكيد إضافيّ لحضور العذراء مريم وشفاعتها لهم. وتأمّلوا الخير و«ولادة جديدة» للبلاد.

وقال النائب الرسولي في حلب المطران حنا جلّوف في حديث سابق إلى «آسي مينا» إنّ شفاعة العذراء مريم أوصلت السوريّين لما هم عليه اليوم من ابتهاج، لأنّ أجراس الكنائس عادت لتُقرَع في القنيّة-إدلب، للمرة الأولى بعد نحو 13 سنة في عيد الحبل بلا دنس.

مستقبل سوريا لا يزال مجهولًا

في حين أنّ سقوط النظام السوري وانتقال الحكم إلى فصائل المعارضة المسلّحة يؤشّران إلى نهاية الحرب الأهليّة في بلاد الشام، قد يكون الواقع مغايرًا. فقد لا يتحسّن وضع الأقلّيات، ومنها المسيحيّة، في البلاد.

فتنظيم داعش لم يغب كلّيًّا بعد في سوريا، وهيئة تحرير الشام التي تسلّمت اليوم زمام الحكم موضوعة على قائمة المنظّمات الإرهابيّة في دول عدة. وتجربة سقوط صدّام حسين في العراق المجاورة عام 2003 ومعمّر القذّافي في ليبيا عام 2011 وعلي عبد الله صالح في اليمن عام 2012 لم تحمل سوى العواصف وسواد الإرهاب لهذه الدول.

لذا من غير المعلوم بعد إن كانت سوريا ستحظى بمستقبل أفضل وإن كان ما حصل هو حقًّا خلاص آتٍ بشفاعة العذراء. لكنّ الأكيد، أنّ مسيحيّي لبنان وسوريا المُعذّبين لن يتراجعوا عن التمسّك بمريم سورًا حصينًا لهم وميناءً للخلاص. فبينما تحضر الأمم لمساندتهم في لحظات معيّنة لتعود فتغيب بعدها، سيّدة السلام حاضرة دائمًا على درب آلامهم ومدافعة بشكل مستمرّ عنهم. وقد صلّى البابا فرنسيس صباح اليوم في قاعة بولس السادس، ضمن المقابلة العامّة الأسبوعيّة: «بشفاعة العذراء مريم، كي يتمكّن الشعب السوريّ من عيش السلام والأمان في أرضه الحبيبة».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته